«قال عمر رضي الله عنه: خذوا حظكم من العزلة».
يحتاج الإنسان بعد كل فترة زمنية إلى أن يعتزل ما اعتاد عليه حتى يخرج من الصندوق ويتأمل من بعيد ليرى المنظر ويرقب الأحداث وهو خارجها ويعيد النظر في كثير مما ألفه ويحدث إصلاحاً وتغييراً في سير حياته.
وقد اعتزلت المشاركات منذ أكثر من سنتين لعدة أسباب خاصة في البداية لكني لاحظت فيما بعد أن العزلة مفيدة فهي تهبك فرصة أكبر للتأمل والتحليل وقراءة المشهد بحياد.
تابعت مجريات وأحداث مؤتمر الأدباء الذي عقد في المدينة المنورة ويشهد شدًا وجذبًا بين وزارة الثقافة والإعلام وبين وزارة التعليم العالي، فالأولى تشرف وتنظم والثانية تخطط وتنفذ!
إذا كان المؤتمر السابق شهد موقعة ذات الشعر الذي كان بطلها مستشار وزارة التعليم العالي أ.صالح الشيحي وكانت أحداثه ساخنة حتى عرف ببهو الماريوت فإن المؤتمر الأخير عقد بجانب الحرم النبوي ودعي له النقاد وأساتذة الأدب والنقد واللغة في أقسام الجامعات ولأن مسمى مؤتمر الأدباء يثير شيئًا من ذكريات بهو الماريوت فإن كثيرًا من المدعوات ظللن بنقاباتهن حتى والفاصل بينهن وبين الرجال عاليًا جدًا ولكنها فوبيا ظلت مع المرأة خوف اصطياد صورة من كاميرا جوال أو خلافه!!!!!
قدمت ورقة عن كيفية إعداد السيرة ولا أدري ما علاقة الأدب بإعداد السيرة الذاتية الرقمية مع أن ذلك فنٌ تسويقيٌّ بحت والأغرب هو أن يؤتى بالدكتور محمد الحضيف كنموذج لإعداد الأديب لسيرته الرقمية الذاتية.
الدكتور محمد متخصص في الإعلام والإعلان وليس له علاقة بالأدب لا من قريب أو بعيد إلا إن كان تهجمه على كل شيء في البلد يعد أدبًا!!! وزارة الثقافة والإعلام هل كان المؤتمر وثيق الصلة بمسماه؟ وهل تتنازل الوزارة عن دورها التنويري وتستلب منها مؤتمراتها مثلما استلبت منها أنديتها الأدبية!؟
f.f.alotaibi@hotmail.comTwitter @OFatemah