في ضوء ما تطرحه «الجزيرة» عن حواء، أقول نعم مضيت أتساءل عن سر اختفاء كثير من المبدعات، وذوبان أسماء العديد من الكاتبات، فأين حواء ذات النزف الكتابي الأصيل، ولماذا نجدها تتلاشى في فضاء النسيان؟
كم من كاتبة مبدعة نثرت عبير بوحها على صفحات «الجزيرة» ثم اختفت! ترى هل وجدت المرأة نفسها بين سندان الزواج ومطرقة الوظيفة لتضحي بالأحرف وتقفل القلم..؟
حواء مداها قصير في الكتابة لكنها تبدع حينما تتشابك مع أغصان البوح المسكون بالشجن.
ترى ما سر هذا الاختفاء ولماذا تركت ميدان الكتابة للرجل المستبد..؟ إنني أرفع هذا التساؤل المحمل بالدهشة عبر صفحة «عزيزتي الجزيرة» داعياً كل كاتبة مستكينة أن تعاون الركض فوق بساط (الكتابة عبر ورق) يحترق تحت لظى المشاعر المتوهجة..
عذراء حواء... ما زلنا ننتظر منك عطاءً متأججاً.. وبوحاً متوهجاً.. ما زلنا نفتش عن قلمك الشجي.. نبحر في أعماق الحبر بحثاً عن صوت أنثوي جاد..
نريدك أيتها المبدعة وأنت ترتبين مفردات حرفك.. وتلامسين قضاياك المصيرية.. وما زلت أتساءل عن سر هذا الشحوب.. ولماذا توقفت رياحك عن الهبوب.. ومالت شمسك نحو الغروب!
سأمنحك يا حواء ورقة وقلماً.. وبقايا نغم..
سأهديك شيئاً من عبق المشاعر.. ولهفة الشوق إلى عطائك الكتابي الأصيل. أريدك يا حواء أن تمارسي النزوح الجميل من الذات إلى الذات.. وأن تقدمي لنا نسيجاً كتابياً نافعاً بعد أن عبث الرجل بقضاياك وحشر نفسه في أمورك..
عذراً حواء (إن للبوح بقية)... أعيدي استرجاع حقوقك الكتابية.. وتشكيل مفردات بوحك.
محمد بن عبدالعزيز الموسى - بريدة