استحق هذا الصيف بالمقارنة مع مواسم الصيف الأعوام السابقة العلامة المتميزة, موسم الصيف هذا العام كانت مشكلة المياه التي اعتدنا على معاناتها كل موسم فائت مشكلة شبه معدومة, البرامج التي وضعتها شركة المياه والخطط والدراسات التي قامت بتنفيذها على أرض الواقع آتت أوكلها وأظهرت جدية التعامل مع هذا الملف الهام جداً.
ولكي لا تحسب الكلمات على أنها مدح، وإن كان مستحقاً فلنجعل الكلمات بالأسلوب العلمي, لنغلفها في إطار أن العملية الادارية لهذا الملف في هذا الموسم كانت ناجحة غير أن هذا الوصف يجب ألا يؤخذ إلا على محمل التحفيز والتشجيع لمزيد من التقدم والتطور والنجاحات في المواسم القادمة, لا يركن إليه وإن كان إنجازاً مقارنة كما أسلفت بمواسم سابقة هو انجاز لا يكتمل إلا بسلسلة متواترة من الانجازات المستمرة في الأعوام القادمة.
الملف المائي مهم وحيوي للغاية، ولا يجب التعامل معه على أنه خدمة تقاس بالقدرة على تقديمها كما يريد المستهلكون, بل يجب النظر إليه والتعامل معه على أنه ملف وطني يحمل ختم الأولوية القصوى, القضية ليست في جعل شركة المياه وإدارتها التنفيذية موضع المحاسبة بنية أن لم ترض الكل توقف عن العمل وتسلم لإدارة أخرى, طبعاً إرضاء الناس جميعاً غاية لا تدرك؛ لذلك القياس يكون في حجم الاستهلاك وفي إدارة ملف التوزيع وتوفر المياه ضمن برنامج دقيق وسليم.
المجتمع يحمل دوراً كبيراً جداً في ملف المياه, وبالتالي فإن رمي الحمل كله على شركة المياه خطر دق ناقوسه ووجب التعامل معه بجدية, علينا أن نتكيف مع الأوضاع المائية واتباع الإرشادات المهمة التي توزع علينا ويعلن عنها من الإدارة التنفيذية لشركة المياه, نعم هناك بعض المشاكل التي ظهرت في هذا الموسم ولكنها مشاكل مرتبطة بالعملية اليومية والتي غالباً ما تكون دون نسق يمكن توقعه, وننتظر من شركة المياه البحث والعمل الأكثر والأكثر بلغة الصبر والتطوير حتى يصبح لدينا ملف مائي يتماشى مع مرتكزات الوطن العليا الأمن والأمان.
المشاكل اليومية غير المتسقة التي ظهرت في ادارة الملف المائي هي مشاكل ضمن المدى المسموح به، ولكن حلها بأي حال من الأحوال وضمان عدم تكرارها لا يمكن تحقيقه إلا بتكاتف الجميع مجتمعات ومؤسسات وأفراداً وقطاعات, علينا بذل جهد أكثر في نشر وعي ثقافة مائية ممنهجة ومدروسة, ما زالت قطرات الماء تهدر بغير حق ولا فائدة, ما زال المجتمع ينظر إلى المياه على أنها مادة سلعة يجب على الدولة توفيرها مثلها مثل البنزين فهذا يعني أننا مازلنا ضمن دائرة الخطر وعلى مستواه.
علينا النظر على الماء على أنه خط أحمر, علينا ان نكون أول من يبادر لتطبيق تعليمات وإرشادات شركة المياه وان نثق فيهم, فالفرد منا ينظر إلى الماء على أنه ما ينزل من صنبور المياه, بينما شركة المياه تنظر اليه على انه ما يستخدمه كل الشعب وكل الوطن في آن واحد وبحاجة ماسة ملحة ضرورية للحياة بنفس المستوى بين كافة الأفراد والمجتمعات, لنساعدهم ونقف وراء إدارتهم حتى يتمكنوا بنجاح من الاستمرار بتقديم الخدمات للوطن كله.
