يبدو أن زيادة الهموم لدى المواطن العربي، جعلته يخترع (ألقاباً) ما أنزل الله بها من سلطان ليطلقها على بعض الخدمات والسلع والأكلات لتخلق له نوعاً من الإسقاط والتنفيس الداخلي!
القضية ليست جديدة فهي مرتبطة (بهموم) الشارع العربي على مدى عقود، وأذكر أنه في التسعينات غزا الأسواق الخليجية والعربية نوعٌ من (سيارات الجيب) كان البعض يطلق عليه جيب (ليلي علوي)، كناية عن جماله وانتفاخه، في وقت كان فيه المشاهد العربي مغرماً بأفلام الفنانة (ليلى علوي)!
في إحدى ضواحي (الخرطوم) يُقال إن مطعماً يقدِّم وجبة خاصة ومطبوخة لذوي الدخل المحدود هناك وبسعر زهيد (لتسد الجوع)، مكونة من (أذان الحيوانات) المذبوحة في مسالخ المدينة بطريقة شرعية، ويطلق عليها اسم (سماعات)!
الفكرة قريبة جداً من بعض المطاعم لدينا التي تقدِّم إفطاراً صباحياً يحوي أطباق (مخ) أو (لسان)، وإذا كان الزبون عنده وقت ممكن يكون صحن (تقاطيع مفلفل) مكون من زوائد اللحم والكبدة التي ترمى من الذبائح!
الفرق أن زبائن مطاعمنا ليسوا من أصحاب الدخل المتدني، لأن نصفهم من البلدية ونصفهم الآخر من الموظفين أصحاب السيارات الفارهة، وعودة على السيارات هناك نوع صغير للطبقة (الكوحيتي) يُطلق على القديمة منها اسم (خديجة)، وخدوج هذه هي المحببة لدى السودانيين تحديداً (لسماحتها) وقلة عطالها!
أما النوع الذي يعقب موديلات 2007 من خديجة فيطلق عليه (رضا الوالدين) كناية عن أن من يحصل عليه من المؤكّد أنه أرضى والديه!
طبعاً تذكّرت هذا الأمر عندما استأجرت قبل يومين سيارة من (مطار جدة)، الموديل جديد، ولكن حالة السيارة تؤكّد أن من يقودها يجب أن يعيد حساباته مع (والديه)، اتصلت فوراً بالوالد والوالدة لأجدد السلام عليهما، وأطلب مسامحتهما، لعل الله أن يخلصني من هذه السيارة!
في إحدى الدول العربية دخلت الخدمة مؤخراً سيارات كورية، وسببت الكثير من الحوادث المميتة، رغم أن موديلها حديث، وأطلق الأهالي على من يجلس في المقعد المجاور لسائقها (كرسي الشهيد) كناية عن كثرة من يموتون وهم جالسون عليه!
لا أعرف هل هناك مراقبة دورية جادة من جهات الاختصاص، أو تأكد من صيانة (سيارات الإيجار) التي يبدو أن موديلها جديد، ولكن خديجة عملية أكثر منها!
وعلى دروب الخير نلتقي.
fahd.jleid@mbc.netfj.sa@hotmail.com