|
متابعة - محمد السلامة وسالم اليامي وبندر الأيدا:
حفلت جلسات المنتدى السعودي الثاني للأوراق المالية أمس بجملة من الطروحات التي تناولت جوانب الإعلام الاقتصادي، والاستثمار الأجنبي وأثره على أداء السوق المالية، إضافة إلى الاستثمار المؤسسي وأثر حوكمة سوق المال في جذب المستثمرين.
ميثاق شرف صحفي
ففي جلسة نقاش بعنوان: الإعلام الاقتصادي بالميزان، التي أدارها الأستاذ محمد العنقري الكاتب الاقتصادي وعضو لجنة الاستثمار والأوراق المالية بغرفة الرياض، تحدث الزميل فهد العجلان نائب رئيس تحرير صحيفة «الجزيرة»، وعضو لجنة الاستثمار والأوراق المالية في مداخلته حول القيود المفروضة على الإعلام الاقتصادي في المملكة، وقال: إن الصراع عالميا بين الإعلام الاقتصادي والقطاع الخاص أو الشركات هو صراع قديم جدا، وإن كنا نتحدث عن الاقتصاد العالمي فإن هناك قصصا كثيرة تدور حول استحواذ مجموعات اقتصادية كبرى على مجموعات صحافية، إما لهدف استثماري أو لإسكات صوتها، نظريا علينا تجاوز مفهوم الحالة الخاصة لمؤسسة أو صحيفة يومية إلى صيغة عامة من شأنها حماية المستثمر. واستدرك العجلان قائلا: هناك نقطة في غاية الأهمية، حيث أذكر أنني طرحت قبل عدة سنوات مبادرة من المهم لهيئة الصحفيين السعوديين بدمائها الشابة أن تتبناها، وهي ميثاق شرف صحفي، فنحن اليوم أمام مرحلة جديدة تتطلب من المؤسسات الصحافية شفافية أكبر، لذا فإنني أعتقد أننا بأمس الحاجة إلى ميثاق شرف صحفي، تقوم من خلاله المؤسسات الصحفية تحت مظلة هيئة الصحفيين السعوديين بتكوين لجنة من الصحافة المحلية والإعلام المحلي لتقييم موقف أي شركة أو أي جهة تنتمي إلى القطاع الخاص، بحيث يكون هذا الميثاق بمثابة طوق حماية للمؤسسات الصحافية من ابتزاز هذا المعلن أو ذاك.
وأردف العجلان: يجب أن نحمي حياض المهنة الصحافية وحياض الممارسة المهنية الصحيحة، في المقابل يجب التركيز على أهمية بث الوعي في ممارسي العمل الصحافي، فالقضية القانونية التي تستوجب معرفة الحقوق هي مسألة جوهرية بل ومؤثرة جدا. أيضا كما نحن نطالب بحقوقنا كصحفيين وكمؤسسات صحفية، فإننا معنيون في الوقت نفسه بالدقة والموضوعية والمسؤولية في تعاطينا مع الممارسة المهنية، لذا فالمسؤوليات مشتركة بين جميع الأطراف.
وأضاف نائب رئيس التحرير: إن المسألة تخضع لعنصر الموازنة ما بين الطرح الصحفي البناء، مستشهدا بأحد الموضوعات التي سبق أن طرحت في صحيفة «الجزيرة» مع تعارضها مع مصلحة المعلن، إلا أنها ورغم ذلك نشرت في الصحيفة، بل وأبرزت في الصفحة الأولى.
وأشار العجلان بالقول: الجميع سمع كثيرا عن أزمة سوق الأسهم في عام 2006م، وبعودتي إلى الصحافة المكتوبة في حينه وجدت الكثير قد كتب بصيغة تحذيرية قبل وقوع تلك الأزمة بفترة، ولكن روح التفاؤل في ذلك الوقت لم تكن ترغب في الالتفات إلى كل ما كتب حول هذا الموضوع. وحول القيود التي يواجهها الإعلام الاقتصادي، قال العجلان: النشر الاقتصادي قد يكون أصعب من غيره، وفيما يتعلق بالقيود التشريعية فإنها تدور حول معايير المهنية الصحافية، أما بالنسبة للعلاقة مع القطاع الخاص فكما ذكرت أنها تحتاج إلى ميثاق شرف صحفي.
توقيع اتفاقيات تفاهم
من جانبه، تحدث الأستاذ عبدالرحمن الهزاع رئيس هيئة الإذاعة والتلفزيون حول دور وسائل الإعلام في توعية المستثمرين، وقال: إن الأولوية دائما هي للتخصص الإعلامي الذي تبنى عليه المصداقية في الطرح ومدى قبول هذا الطرح لدى المتلقي، مشيرا إلى أهمية الارتقاء بأداء الوسائل الإعلامية حتى تحقق هذا الغرض.
وأشار رئيس هيئة الإذاعة والتلفزيون إلى أنه وفي هذا الإطار «فقد بدأت الهيئة في توقيع مذكرات تفاهم مع الجامعات السعودية ومراكز تدريب عالمية لإطلاعهم على ما نحتاج إليه من تخصصات توازي ما تراكم لديهم من تحصيل علمي.
لا يوجد إعلام محايد
بدوره تحدث الأستاذ حسين شبكشي عن استكشاف كيفية زيادة مساهمة وسائل الإعلام في القطاع الخاص في تنمية السوق المالية، وقال: إنه لا يوجد هناك إعلام محايد أو موضوعي، ولا يمكن بأي حال إلغاء مفهوم التحزب في كافة الجوانب، سواء كانت سياسية أو اقتصادية أو رياضية، ولكن هناك توازنا، أما فيما يتعلق بالشأن الاقتصادي فلا شك بأنه يحتمل أمرين، إما الربط العقلاني أو الربط العاطفي المبني على مصالح معينة.
وقال شبكشي: إذا نظرنا إلى المسألة إجمالا فإننا نجد أن الصحف لا تستطيع أن تنشر الخبر السيئ أو المسيء للقطاعات المعلنة، وهذا بالتالي أوجد قلقا لدى المتلقي من أن ما يراه في الصحف هو عبارة عن أخبار مجمّلة أو محسّنة بعيدة عن الحقيقة، وأضاف: ولكننا في الوقت الحالي أصبحنا نعيش حالة مخاض حقيقي على المستوى الإعلامي، والإعلام الاقتصادي بدوره سيشهد تحولات جديدة بلا شك، وفي اعتقادي أن هيئة السوق المالية ستعيد بناء تشريعاتها وفق هذا الإطار.
تطبيق المعايير المهنية
إلى ذلك تحدث الزميل الأستاذ سلمان الدوسري رئيس تحرير صحيفة الاقتصادية في مداخلته حول نقل الأخبار الاقتصادية بشكل مسؤول ودوره في تهيئة مناخ الاستقرار في السوق المالية، وقال: في الولايات المتحدة الأمريكية اتهم الإعلام بأنه السبب الحقيقي وراء الأزمة الاقتصادية لكونه كان سببا في تجهيل المواطنين الأمريكيين بحقيقة الوضع، ذلك لأنه لم يقم بدوره كما يجب، وحقيقة لا يوجد لدينا مفهوم لطبيعة الصحافة في 2013، والمطلوب أن يكون لدينا مهنية عالية، أو تطبيق معايير مهنية على الجميع سواء كانوا معلنين أو غير معلنين.
وأشار الدوسري إلى أن تعاطي القطاع الخاص وحتى القطاع العام مع الصحافة ما زال قاصرا عن توفير المعلومات الصحافية، وعند البحث عن معلومات أخرى إضافية لما في وكالة الأنباء، لأننا نصطدم بعوائق كثيرة. واقترح الدوسري أن تقلل وسائل الإعلام من نشر الأخبار ذات الطابع الترويجي، إلى جانب مواكبة مخرجات التعليم الجامعي في تخصصات الإعلام لسوق العمل.
واستدرك الدوسري أنه من الملاحظ في الآونة الأخيرة أن بعض الشركات أو الجهات المعلنة بدأت تستوعب طبيعة العمل الصحفي، وتتفهم أولوية الصحافة في نشر الخبر حتى لو لم يكن في صالح الجهة المعلنة.