أًعجبُ من صداقات لا تلبث أن تنقلب لعدوات لأسباب تافهة تنم أيضاً عن تفاهة أطرافها، وهذا على كل الصعد العملية أو حتى العاطفية، بدليل تحوُّل قصص ألهبت عاطفة طرفيها ثم ما لبثت أن ضمّنت قصائد الشاعر كطرف (متاح للآخرين أن يطلعوا على تفاصيله العاطفية من خلال قصيدته) الى مُفَسِّر للنوايا، ومصادر للقناعات.. وبأبسط المعاني.
- (شكّاك) قد لا يثق بنفسه وليس في الطرف الآخر فحسب لأسبابه ولن استشهد بنصوص حتى لا يأخذ حديثي المقتضب صورة الإسقاط المباشر الذي قد يُفَسَّر بِمنحى أنا في غنى عنه، وهذا النهج في القصيدة بلغة (التأثير والتأثر) أتألم إذا قرأت لشاعر ما زال في طور التكوين ولكنه يكتب بلغة - المصدوم - المغدور المطعون وغيرها من المفردات الموغلة في هذا المعنى المعتم التي تأخذ في تفسيرات الألم الفضفاض على واقع حالته آمادا بعيدة جداً.. قد لا يكون لها أي صلة بما يعبر عنه - شعره - عنه مع فائق تقديري لمصداقية الجميع، وإن كان المتنبي قد ارتقى بـ(الغرام) لتصويره بالمرؤة!! أياً كان وجه هذا الغرام - وأقنعته وحالاته المضحكة بأسى مرير أحياناً على من يركب بعض موضات أو موجات بحر التفاهة باسم العاطفة (المظلومة) وتجسيدها بالشعر:
تَلَذُّ لَهُ المُرُؤَةُ وَهْيَ تُؤْذِي
وَمَنْ يَعْشَقْ يَلَذُّ لَهُ الْغَرَامُ
فالشاعر الراقي في كل جوانب شخصيته بما فيها الشعر يجب أن يكون للفواصل الزمنية، ومحطات أقداره العاطفية (استقلاليتها) عن بعضها وهذا هوَ التجدّد واحترام الحاضر والماضي في حياة كل شخص (سوي) يقول الأمير الشاعر سعود بن بندر رحمه الله:
ما ودي أحكي لك عن أيامي السود
ولا أشتكي لك من طوال الليالي
ما فيه داعي حبنا تو مولود
يحمل عذاب آلام طيش الخوالي
ما غيرك أحد اليوم في القلب موجود
ويفدى مواطى رجلك اللي جرالي
اللي مضى ولَّى ولا ظنّي ايعود
وما يشغلك ما له وجود بخيالي
مهما حكوا لي عنك فالسمع مسدود
ومهما حكوا لك طنّش ولا تبالي
باختصار لسان حال من يضيق ذرعاً (وينحاش) من بعض شعراء الغيرة المرضية والشك - الله يرفع عنهم ولا يبلانا - (الغائب عذره معه).
The absent party is not so faulty
abdulaziz-s-almoteb@hotmail.com