أتابع ما يُنشر في «الجزيرة» من مواضيع تتعلَّق بوزارة العدل وغيرها من الدوائر الحكومية التي لها علاقة مباشرة مع الناس ومصالحهم وكم آلمني ما رأيت في كثير من الدوائر الحكومية والوزارات من حيث التعامل والطريقة غير الحضارية في مقابلة الجمهور والمراجعين.. يكمن ذلك في وضع سياجات وعوازل من الزجاج بفتحات صغيرة لا تمكِّن المراجع من التحدث مع الموظف وشرح بعض الأمور له، وهذه الفتحات وللأسف لا ترتفع عن الأرض إلا متراً واحداً مما يتسبّب في إجهاد والتضييق على المراجعين وبخاصة كبار السن الذين يحنون ظهورهم المتعبة لكي يتمكَّنوا من التحدث مع هذا الموظف أو ذاك!
لقد حزَّ في نفسي ما شاهدته في إحدى المحاكم، حيث رأيت أحد كبار السن يراجع المحكمة في موضوع يخصّه وإذا به يتكلم مع الموظف المتخفي وراء الزجاج وعبر الفتحة الصغيرة وكأنه والعياذ بالله راكع له والركوع لله وحده فكيف يرضى المسؤولون في هذه المحاكم وبعض الدوائر الحكومية مثل ديوان المظالم!
إنني أطالب المسؤولين بأن ينفذوا سياسة خادم الحرمين الشريفين - حفظه الله ورعاه- الذي أمر وأكّد على ذلك بأنه لا حواجز ولا قيود بين المواطن والمسؤول، وأن سياسة الأبواب المفتوحة هي السياسة التي يجب أن يطبّقها ويلتزم بها أي مسؤول كان من الموظف الصغير إلى الوزير!
إنني أتمنى أن يعاد النظر في سياسة الحواجز الزجاجية والفتحات الصغيرة في جميع الدوائر الحكومية وخصوصاً المحاكم الشرعية، وإن كان ذلك بسبب دواع أمنية أو صحية مثلاً فعلى الأقل أن توضع هذه «الفتحات» على مستوى طول الإنسان بحيث لا تقل عن 170 أو 180 سم.
وأدعو هنا المسؤولين إلى توجيه موظفيهم بالمعاملة الحسنة واللباقة في الحديث خاصة مع كبار السن والمتقاعدين وذوي الاحتياجات الخاصة وسرعة إنهاء إجراءاتهم ومعاملاتهم. وأقترح أيضاً أن تقوم «نزاهة» بجولة على العديد من الدوائر الحكومية للتأكد من هذه الوضعية السيئة وهذه السياجات الزجاجية التي تطبّقها هذه الدوائر مع المراجعين. آمل أن يتحقق ذلك قريباً ويختفي هذا الزجاج وفتحاته التي أضرت بمصالح وصحة الناس.. والله الموفّق.
سعد بن عبدالله الكثيري - الرياض