ربما كان العنوان صادماً، مُستفزاً للبعض..
لكن هذا المقال فقط للمبدعين الذين يسكنهم هاجس التغيير والمنافسة البناءة. فيما مضى كان اسم العرب لامعاً، بعلمهم وعملهم واختراعاتهم و إنجازاتهم في شتى المجالات.
على سبيل المثال: ابن سينا في الطب و الخوارزمي في علم الحساب و الجبر.. و الآن.. لازال عالمنا العربي يُهدي إلينا بعقول نيرة لكنها للأسف لا تخرج إلى شمس العلن و لا يعلم عنها الآخرون. لن أُطيل كثيراً في تمجيد ماضي المسلمين العرب لأن المعروفَ لا يُعرّف، و لأن البكاء على الإطلال لا يليقُ بمن يريد بناء المستقبل.
و لكنّي سأتحدث عن اليوم و الغد.. و أبناء هذا اليوم: صنعة الغدْ..
لماذا الغرب قدوتنا؟! لأنهم تميزوا في كافة أصعدة العلم، ابتداءً من الطب و مروراً بالتكنولوجيا وانتهاءً بصناعة التعليم ذي الجودة العالية.. و غيرها كثير..
مثال على ذلك: يتوافد سنوياً آلاف المرضى- شفاهم الله- الى مستشفيات الولايات المتحدة الأمريكية للعلاج.. و من جانبٍ آخر ينتسب عدد هائل من الطلبة القادمين من كل مكان إلى الجامعات المتطورة في الغرب وفي كافة التخصصات، و غيرها من الامثلة الكثيرة.
في ماذا الغرب قدوتنا؟! في المثابرة و الهمة العالية واحترام الوقت والأمانة العلمية والعملية.. ولأن في بلادهم أفضل المدارس والجامعات و المستشفيات و المصانع..
نقود سياراتهم و نركب طائراتهم و نستخدم ملابس مصانعهم و نتباهى بما نشتريه من عندهم..
فلماذا لا ننافسهم لنكون مثلهم أو أحسن منهم؟
لماذا لا نظهر لهم أننا نستطيع.. و أن لدينا من القوة و الذكاء ما نصل به إلى قمم الهمم.. و فوق هذا نُبهرهم بحسن أخلاقنا الذي استقيناهُ من نبينا محمد- صلى الله عليه وسلم- و من ديننا الاسلامي، دين اليسر و التسامح و حُسن الاخلاق.
لنجعل الغرب قدوتنا، ليس لأننا نريد تجاوزهم من باب المنافسة التي يشوبها الكُره والغيرة، بل من أجل أن تكون بلادنا الحبيبة الأجمل و الأفضل ، وحين عودتنا إلى بلادنا لنُغير وجه الوطن الغالي إلى الأفضل بما تعلمناه هنا كل في مجاله.
نرد جميل هذا الوطن إليه بعد أن أعطانا فرصة الحصول على التعليم في الدول المتقدمة.
لنجعل و نصنع معاً من دولتنا دولةٌ متقدمة تعانق علو السماء في رقيها و تطورها ونهضتها. من جهةٍ اخرى؛ لتلافي سوء الفهم المتوقع من بعض فأنا ومن فهِم َما أعنيه، أتحدث فقط عن النهضة والتقدم العلمي و التكنولوجي و الصناعي و العمراني فقط لا أكثر.. و أعلم أن هذا الموضوع قد نوقش مراراً و كُتب تكراراً لكنني أذكركم و نفسي بأن التغيير يبدأ من داخلنا حين نقرر ذلك لن نرضى لأنفسنا سوى أن نتعلم و نعمل و نتطور وننهض ببلادنا و أنفسنا لنكون نحن القدوة في المستقبل إن شاء الله. وبعد هذا الحديث المختصر بالتأكيد أن العقول الشامخة قد وجدت إجابات شافية كافية وافية في عبارة ( ليكُن الغرب قدوتنا).