لولا الأخطاء التقنية التي تحتاج إلى حلول سريعة وبسيطة وغير مكلّفة، لكانت خدمة «أبشر» التابعة للجوازات، واحدة من الخدمات المميّزة. لكن الزين ما يكمل، ونحن دائماً من أكثر شعوب الأرض صبراً وانتظاراً للفرج! وكان بعض الفرج قد تحقق حينما تم إلغاء المعاملات الورقية في تأشيرات الخروج والعودة وتأشيرات الخروج النهائي. وكان الورق يشكِّل عبئاً على طالب الخدمة وعلى مقدِّمها، وفي النهاية لا أحد يقرأ ما هو مكتوب في هذه الأوراق، مثل تعريف العمدة، الذي لم يكن يُطلب إلا لكي لا تشغر وظيفة أصحابنا العُمد، ومثل الفحص الطبي الورقي، الذي لا يقرأه أحد، بما في ذلك طبيب المستوصف، وسأستشهد بالصورة التي التقطها مصوِّر جريدة الشرق، نهاية الأسبوع الماضي:

- معاملات، مستندات، وثائق لمراجعين، قضايا.. كل هذه الملفات الورقية تركتها إدارة مكافحة التزوير في الإدارة العامة للجوازات في منطقة الرياض في فضاء المبنى المستأجر.

وهذه ليست الحالة الوحيدة، بل وصل الأمر إلى أن تجد دواليب ملفات في الحراج ممتلئة بوثائق طالبات ومعلمات، وتجد حاوية نفايات مليئة ببطاقات إقامة وبطاقات أحوال منتهية وملفات علاقية بالكوم!

لم يبق إلا أن ندخل العالم الذي دخله الجميع ونلغي المتطلبات الورقية في إصدار أو تجديد بطاقة الهوية والجواز والرخصة. وقبل ذلك نطوّر الخدمات الإلكترونية ونصلح أخطاءها الحالية.