بقلم - جوليا كيربي:

تناولت أبرز عناوين الأخبار الاقتصادية مؤخراً أنباء تفيد بأن ستيف بالمر، صديق الكلية الذي عمل إلى جانب بيل غيتس على بناء شركة «مايكروسوفت»، وورث منه منصب الرئيس التنفيذي للشركة، سيتنحى عن منصبه خلال السنة القادمة. وقد ينفع إلقاء نظرة عن بعد ومعرفة المزيد عن مضمون الأحاديث السائدة.

والجدير ذكره أن بالمر يأخذ نصيبه من اللعنات أو الدفاع، بالاستناد كلياً إلى مجموعة من المنتجات المبتكرة (أو غير المبتكرة) التي صدرت في عهده. أما الدرس الكبير الذي يجب أن نستخرجه، فهو أنه سيحكم عليك أيضاً بالطريقة.

ونحن نعرف منذ وقت طويل أن الابتكار يشكّل العنصر الأهم في شتّى الأمور حالياً. ونعرف منذ فترة أطول حتّى إن المؤسسات التي ورثناها عن الأجيال السابقة لا تبرع في مجال الابتكار. وعلى الرغم من ملاحظة هذه المشكلة، لم تفكّر إلا قلّة من الرؤساء التنفيذيين بجدّية في كيفية معاودة ابتكار مؤسساتها، في حال كان الابتكار أهمّ من كلّ ما تبقى. وأنا أؤكد لكم أنّه فعلاً كذلك.

ويمكن إطلاق ملاحظتين أخريين حول تشريح العموم لمسيرة بالمر المهنية، وهما أنّ العملية قد تكون بمثابة إشارة صغيرة إلى أن ستيف جوبز، الرئيس التنفيذي الراحل لشركة «آبل»، ترك فراغاً في الكون، وقد تكون المسألة مرتبطة بنا، في نهاية المطاف، أكثر من كونها على صلة ببالمر – أو بأي رئيس تنفيذي آخر.

ولا أذكر أن يكون الناس قد اهتمّوا إلى هذا الحد بتفاصيل إرث تركه رئيس تنفيذي، قبل أن يُطرَح الموضوع عنوةً مع تدهور وضع ستيف جوبز. ولكنني أعتقد أنه لن يكون آخر رئيس تنفيذي خارج تُسَلَط عليه أضواء مبهرة. وأتوقع أيضاً ألا يقتصر الانتباه عن رحيل العمالقة في قطاع التكنولوجيا، فنحن بدأنا نستوعب أن الابتكار مسؤول عن الكيان أو الزوال الكلّي لأنواع الأعمال كلّها، وأن طبيعة القيادة تشكّل عنصراً مهماً لتحديد المكان الذي يشهد أهمّ المستجدّات. وفي الوقت ذاته، باتت الأحاديث التي تجري على مستوى وطني وتتناول مواضيع تهمنا في متناولنا جميعاً بشكل فوري.

والواقع هو أن المسألة تهمنا فعلاً. وفي الولايات المتحدة شعور مريع بالقلق من خسارة موقع الريادة في مجال الابتكار، الذي يُعتَبر مصدر ميزتنا التنافسية وقد يشكّل خلاصنا الوحيد.

ومن المعلوم أن الانشغال المفرط بالتنافسية على الصعيد الوطني ليس محصوراً بالأمريكيين، مع العلم بأنّ الأذكياء حول العالم يرون أن حقبة الاكتشافات ولّت وأنّ طريقاً محفوفة بالصعوبات باتت الآن بالمرصاد من وجهة نظر اقتصادية.

ويحثّني هذا كلّه على التساؤل حول ما إذا كان موضوع حديثنا الفعلي، عند كلامنا عن بالمر، يتناول فعلياً خوفنا من الفشل في مجال الابتكار.