(جازان) إحدى حواضر مملكتنا (المحروسة)، وخاصرتها في الحد الجنوبي، واحدى روافده الاقتصادية... وهي كغيرها من المناطق حظيت بنصيب وافر من الميزانيات الضخمة، لإقامة بنيتها التحتية... لكن نظافة شوارعها تحتاج لإعادة نظر!!!.. فما أن تسير في أحدى محافظات جيزان إلا وتفاجئك الزبائل المكدسة في الشوارع والأزقة والأحياء.. اللهم محافظة (الريث) ووادي (لِجب) فظاهر فيها النظافة والإجادة والإفادة...
فالأمل في الله ثم في أمير المنطقة... وأمين المنطقة، ورؤساء بلديات المحافظات أن يضعوا حداً لهذه المشكلة. فالأمر لا يُحتمل، فلا بد من حملة عامة محسوسة ملموسة، ولابد من إذكاء الوعي، ورفع مستوى الثقافة لدى السكان والعمال.. ووضع الغرامات المالية، ولابد من متابعة مسؤولي البلديات وتفعيل مبدأي الثواب والعقاب، وكذلك وضع اللوحات والملصقات، والآيات والأحاديث الحاثة على النظافة ولابد من تفعيل دور خطباء المساجد، ومدارس التربية.. والاستفادة من وسائل التواصل الاجتماعي، وجميع وسائل الإعلام فالتربية قبل التعليم.. والعلماء يقولون بعث الله نبيّه - صلى الله عليه وسلم -: مربياً مزكيا قبل مبعثه معلماً.. قال تعالى: {هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولاً مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ..} (الجمعة 2).. فقدَّم سبحانه التربية والتزكية قبل التعليم!!
وفلاسفة الإغريق يقولون: نحن بحاجة إلى التهذيب أكثر من حاجتنا للتعليم..
وصدق - صلى الله عليه وسلم -: (إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق..) فانتشار الزبائل بهذا الشكل المقلق اعتداء على مشاعر الآخرين، وخدش لكرامتهم. فالأمانة في أعناقنا جميعاً. قلت لأحد الأطفال هناك بعد ما رمى علبة فارغة في الشارع (لا يا حبيبي هذه دولتنا جميعاً، يجب أن نحافظ عليها).. فنظر إليَّ مندهشاً فاغراً فاه!! وقال كلمة نابية، ومضى إلى سبيله... فالوعي الوعي الوعي.. والسلام عليكم.
د. علي الحماد - محافظة رياض الخبراء
Ali5001@hotmail.com