كنت في محادثة هاتفية مع الأستاذ خالد بن مساعد السليم وهو صديق عزيز أعتز كثيراً بصداقته لأنه رجل يحمل الكثير من معاني الصدق والنزاهة والإخلاص. وأثناء المحادثة لاحظت على صوته نبرة حزن غريبة لم يستطع معها أخفاء مافي نفسه.. قلت له ما بالك؟؟ فأجابني في بادئ الأمر أن لاشيء، لكنني ألححت عليه في السؤال.. فقال:

- تلقيت قبل قليل خبر وفاة خالي سعود عبدالله حماد الشبيلي رحمه الله رحمة واسعة. دعوت للفقيد بالرحمة والمغفرة وأن يسكنه فسيح جناته، وانتهت المكالمة الهاتفية وظللت أفكر بالفقيد وأسأل عنه حيث إنه من عائلة لها ثقلها ووزنها في المجتمع السعودي, وقد عرف الفقيد بصفات جميلة. وأخلاق عالية.. وخصال حميدة، فقد عرفه أصدقاؤه ومعارفه بالطيبة والعفوية وترك من خلفه أروع أمثلة الكرم في حياته، إنه من جيل لا يحمل غير الطيبة ونقاء السريرة، وقد أدرك الزمن الجميل الذي اتسم بتلك العفوية وبساطة الحركة والأداء وسماحة النفس وطول البال، وعندما أدرك العصر الحالي مارس حياته على سجيتها فلم تغيره بهرجة الحياة وزخرفها، ولم تعدل من طباعه الحسنة وسلوكه النبيل شيئاً، وظل طوال حياته محتفظا بتلك الخصال الحميدة التي ورثها عن آبائه وأسرته العريقة ومجتمعه الطيب منذ الزمن الجميل.

كان الفقيد رحمه الله يعمل مفتشا بوزارة الدفاع قرابة أربعين عاما أو تزيد قليلا، وقد ترك بصمات واضحة عنوانها الإخلاص في العمل والجدية في العطاء، وأمضى كثيراً من سني حياته التي تجاوزت الثمانين عاما متنقلاً بين الرياض موطن وظيفته وعمله ومحافظة عنيزة سكنه الأصلي، وله من الأبناء: خالد سعود الشبيلي رجل الاقتصاد والعقار المعروف، والأستاذ عبدالله سعود الشبيلي رجل أعمال معروف وسبق له العمل في أحد البنوك المصرفية.. وللفقيد أربع بنات، أطال الله في عمرهم جميعاً ومتعهم بالصحة والعافية وغفر الله للفقيد وأسكنه فسيح جناته وألهم أهله وأسرته وعارفيه الصبر والسلوان إنه سميع الدعاء وسريع الإجابة.