يصيب بعضنا شيء من القلق والهلع عندما تطرق سمعه عبارة «نضوب النفط»، وسبب القلق والهلع هو أن النفط حالياً يشكل 80% من دخلنا السنوي، وهذا يعني أننا في حال نضوب النفط (وهو لا محالة ناضب) سنعيش على خمس دخلنا الحالي، وهو ما يصعب تخيله. لكن دعونا نتذكر أن هناك دولة مثل سنغافورة لا يجري على أرضها أنهار، وليس في أرضها قطرة نفط واحدة، ولا تمتلك أية ثروات معدنية، ومع ذلك يوجد في هذا البلد تنمية بشرية مهولة، وهي تتمتع بوضع اقتصادي تنافسي رائع. ما الذي جعل هذه الدولة تحقق هذا الثراء والتنمية، وهذا الإنتاج الوفير في وقت لا تملك أية مصادر طبيعية. الإجابة بكل بساطة هو التعليم، والتعليم فقط، وهذا ما يقوله لنا قادة هذا البلد أنفسهم.
كل المؤشرات التي بين أيدينا تقول إن تعليمنا غير مؤهل حالياً لأن يخلق تنمية مستدامة أو اقتصاد متميز. فرغم المال الوفير الذي وفره لنا النفط إلا أننا فشلنا في توظيف هذا المال لتأسيس البنية التحتية للتعليم. فنصف مدارسنا لا يتوافر فيها الحد الأدنى من معايير المبنى المدرسي، أما المعامل والمختبرات المدرسية فلا ينبئك مثل خبير، أستطيع القول وبكل ثقة إن وضع المختبرات والتجهيزات المدرسية في مدارسنا لا يسر إطلاقاً. أما المعلم رأس حربة التعليم وقوته الضاربة فقصته محزنة، أقصد هنا تحديداً تخلف عملية اختياره وتدريبه ودعمه وتحسين ظروف عمله ومحاسبته.
أستاذ التربية بجامعة الملك سعود