إرهاب المخدرات الذي يغزو العالم كله ويحاول المرة والأخرى في داخل وطننا ومملكتنا يستلزم من كل أطراف المجتمع مواجهته بحزم وتوعية وتحذير وإنذار لتصل نتائجه أوساط مجتمعنا لحمايتهم من هذا الخطر العظيم.

ولعل الجهد الأمني البارز في مواجهة هذا النوع من الإرهاب من وزارة الداخلية متمثلا بالمديرية العامة لمكافحة المخدرات ليشعرنا جميعا بحجم المسؤولية على عاتق المواطنين والمقيمين في معاونة رجال أمننا وكل المحاربين للمخدرات من قطاعات أخرى مثل: حرس الحدود وهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وغيرهما, وألا ينحصر الدور بقراءة هذه الأخبار التي يتم القبض فيها على المهربين وضبط الكميات الضخمة المخدرة من الهروين والحشيش وغير ذلك, بل تأتي أدوار أخرى على جهات متنوعة ومن أهمها:

1 - الدور الأسري من الوالدين أو من يقوم مقامهما في حسن التربية والعناية بالأبناء وتفقدهم وغرس القيم ومعرفة أصحابهم ومتابعة سلوكياتهم, وألا يهرب الابن من البيت (عاطفياً) فتتلقفه خيوط الشر (جسدياً), مع الحرص على التربية الدينية من حفظ للقرآن وعناية بالسنة ومحافظة على الصلوات فبها الأمان - بإذن الله -.

2 - الدور التربوي ويتمثل في مدارسنا وجامعتنا ونعلم جميعا الوقت الكبير الذي يقضيه أبناؤنا في تلك المحاضن التربوية التي يجب أن تكون آمنة أشد الأمن وألا يخترقها هؤلاء المجرمون وألا يغيب الحس الأمني حفاظا على سلامة الأجيال من الانحراف ثم يأتي الدور التوعوي الذكي بأساليب جديدة وألا نقتصر عن أساليب مكررة وغير جاذبة, في ظل الحاجة الماسة إلى وضع خطط توعوية مدروسة من قبل المختصين في التربية والأمن تكون أكثر إحكاما ويعد لتنفيذها بأفضل الإمكانات بالتعاون مع الجهات ذات العلاقة وبما يحقق الأهداف.

3 - الدور الاجتماعي ويبرز في الجمعيات الخيرية والمراكز الاجتماعية بالأحياء في المساهمة في ملء فراغ أوقات فئات المجتمع خاصة الشباب وتوفير البرامج الاجتماعية المتميزة مع المساهمة في برامج التوعية العامة.

4 - الدور الديني ويبرز عند خطباء الجوامع وأئمة المساجد وحلقات تحفيظ القرآن الكريم والدعاة في تناول هذه القضية وبيان خطورتها وطرق الخلاص منها والحث على الابتعاد عنها, ومن المهم حضور هذا الدور باستمرار فهو واجب شرعي وأمر بمعروف ونهي عن منكر وحماية للمجتمع ولشباب الأمة.

وهناك العديد من الأدوار التي كل بحسبه ومكانه فالموظف مع زملائه والصديق مع أصدقائه والجار مع جيرانه... كلنا نضع أيدينا مع مكافحة المخدرات.

أخيراً: لنتكاتف يا أهل التربية والدعوة والفكر ولنضع أيدينا بعضها في بعض لنحمي وطننا وبلدنا وشبابنا من كل شر وفساد, فننتظر خطبة من خطيب الجمعة, ورسالة من أهل النصح, ومعالجة من أهل التربية, وقلماً من أهل الصحافة, وبرامج مرئية ومسموعة من أصحاب القنوات والإذاعات, وخطة محددة من أهل الاختصاص يتشارك في تنفيذها الجميع, والشكر موصول إلى كل رجال الأمن المخلصين الأبطال, وإلى كل المبادرين والمهتمين بمعالجة هذه الظاهرة بالدعاء لهم بالتوفيق والسداد, وأعانهم الله وسدد رأيهم وبارك فيهم, وبالله التوفيق.