كشف الكوريون يوم (أمس الأول) عن آخر اختراعاتهم التي يتوقع أن تقلب موازين العالم الرقمي، وهي ساعة اليد الخفيفة التي لا يتجاوز ثمنها 200 دولار، والمتوقع أن تقوم بدور الهاتف الجوال واللابتوب وجميع الأجهزة اللوحية الأخرى!.
الساعة تتفاعل مع الصوت، ويمكن نقرها بشكل بسيط لتصفح الإيميل أو الرد على مكالمة هاتفية عاجلة، أو البحث عن موقع إلكتروني، كما أنها جاهزة للتطور والتفاعل مع التقنيات الإلكترونية الجديدة التي يتوقع طرحها مستقبلاً!.
طبعاً علاقتنا بالساعة كشعوب عربية أرجو أن تتحسن مع التطور الكوري الجديد، لأنها علاقة (مش ولا بد)، فلم نحترم التوقيت يوماً ما في مواعيدنا، أو حتى وعودنا، بل على العكس أذكر أيام الجامعة أننا كنا نكذب على الساعة، ونتهمها أنها خلف تأخرنا عن المحاضرة، ولتعرف أن العرب غير متفقين حتى على توقيتهم المحلي انظر إلى فضائياتهم والتي تضبط عرض برامجها عادة على توقيت (جرينتش)!.
الساعات المُباعة في أسواق العالم العربي لا تضبط التوقيت دائماً، بدليل أن مواعيد العرب (مضروبة في الغالب)؟! فلا أحد يأتي في الموعد المحدد؟!.
الوقت عند البعض أصبح موضة ثراء، فهو لا يهم بقدر (نوع الألماس) المرصع حول عقارب الساعة في الزواجات، بينما أغلب المعازيم مصير ساعاتهم إما الكسر، أو أن يدخلها الماء، رغم كل الضمانات التي يمكن أن تقدم عند الشراء، واللوم بالتأكيد يوجه إلى مصانع شرق آسيا التي غزتنا بالبضائع المقلدة!.
قديماً قرأت تفسيراً لسبب وضع عقارب الساعة في الإعلانات التجارية عند توقيت الساعة (العاشرة وعشر دقائق)، فمن التفسيرات أن عقارب الساعة المنفرجة إلى الأعلى تشكل (علامة النصر)، بينما هناك مقولة أنها تعطي منظراً نفسياً جميلاً ومتوازناً في الإعلان أكثر من أي توقيت آخر..!.
ولكوننا نحب (التأويل والتفسير) لنضيع الوقت بالطبع، ونؤمن بوجود مؤامرة لذلك، كان أغرب تحذير قرأته أن الشركات اليهودية ربما وضعت هذا التوقيت في الإعلانات لأنه يشير إلى وقت سقوط وإنها الخلافة الإسلامية!.
في الوقت الذي تناست فيه بعض المحطات العربية توقيتها المحلي، تفاجئك بعض المحطات الأجنبية بالتذكير بموعد عرض أفلامها بتوقيت السعودية KSA!.
كنت سعيداً باحترام وقت المشاهد السعودي، ولكن تذكرت أن التوقيت ربما وضع إرضاء للمعلن فقط، وربما يأتي من يقول إنه من باب الغزو الثقافي والفكري.. الله أعلم!.
وعلى دروب الخير نلتقي.
fahd.jleid@mbc.netfj.sa@hotmail.com