|
الجزيرة - سعيد الدحية الزهراني:
انتقد الأستاذ الدكتور معجب الزهراني - عميد كلية الآداب بجامعة اليمامة - جيل النقاد الجديد واصفاً إياه بجيل “نقاد الصحوة”.. قائلاً: تحدثت مع عدد من الزملاء بعد أن انفض سامر الملتقين من الأدباء في المدينة المنورة عقب انتهاء أعمال مؤتمر الأدباء السعوديين الرابع.. وسألتهم عن الأسماء النقدية الجديدة التي يمكن أن يشار إليها من خلال رؤاهم وأطروحاتهم النقدية التي تضمنتها أوراق المؤتمر وأبحاثه.. فكانت الإجابة عائمة أو مخيبة للآمال. فالقائمة الطويلة تخلو من الأسماء التي تستحق الذكر والإشادة، عدا بعض الأصوات النقدية المنفردة التي تصنف من جيلنا السابق أمثال الدكتور سعيد السريحي ومحمد العباس الذي تشكِّل وعيه وخطابه خارج المؤسسة الأكاديمية..”
وأضاف الناقد الزهراني موضحاً: خلال ملتقيات كثيرة في الرياض والباحة وجدة والقصيم كنت أحاول تبيّن إضافات خلاَّقة لما أنجزه الجيل السابق، ورسم صورة عامة لخطاب هذا الجيل الذي يفترض أن يتميز بمفاهيمه وأطروحاته وقضاياه، وفي كل مرة أصاب بخيبة الأمل. ولم أجد ما أفسر به هذه الحال من الخمول الذي لا تستره الثرثرة العارفة إلا بكون هذا الجيل تكون وعيه خلال تلك المرحلة الكئيبة التي هيمن فيها خطاب الصحوة على مختلف مؤسسات التربية والتعليم فضلاً عن فضاءات التداول العامة. فاللغة قوية شكلياً لكنها لا تقول جديداً، وضيق الأفق الفكري يتحول إلى شكل من أشكال “الغبطة بالجهل” كما يسميه صديقنا البليهي، والشطحات النزقة تتحول إلى أطروحات معلقة في فراغ الكلام.. وهكذا.
والخلاصة - والحديث للدكتور الزهراني - أننا نعيش مرحلة نقدية دون ملامح خاصة واعدة لأن النقد خطاب معرفي - فكري ينتج من الأطروحات بقدر ما يتمثَّل من النظريات ويجرب من المفاهيم التي تمكن الذات الباحثة من بلورة الأفكار وتعميق الرؤى ، وكل ذلك عبر التفاعل الحواري المتصل مع مستجدات السياق المعرفي الكوني من جهة، ومع منجزات الخطاب الأدبي والثقافي الوطني والعربي.
وترحَّم الدكتور الزهراني على جيله النقدي قائلاً: أزعم دون أن أدّعي الكمال.. أنني أنتمي إلى جيل نقدي تشكَّل وعيه قبل تلك الصحوة الغافلة وعبر عنه ومارسه على الضد من خطابها المتشدد العنيف ولذا مثَّل مرحلة مهمة في صيرورة المشهد الثقافي محلياً وسجَّل حضوراً خارجياً جيداً. ومن حقي أن أنتقد وأدين لأنني أشعر بأسى عميق حين أرى الجيل الحالي لا يستكمل المسيرة فيأخذ الخطاب النقدي والثقافي إلى آفاق جديدة كما فعلنا مع منجزات أساتذة كبار بكل المعاني مثل منصور الحازمي ومحمد الشامخ وعزت خطاب.
ورفض الدكتور الزهراني تحديد أسماء بعينها قائلاً: لست بصدد كلام هجائي هدفه الإثارة الصحفية أو توجيه التهم بقدر ما أطرح قضية معرفية فكرية جادة، وأتمنى بصدق أن يبادر الجيل الجديد إلى تحمل مسؤولياته وترك بصمته الخاصة. فالثقافة النقدية مسؤولية معرفية واجتماعية وحضارية تؤثِّر في مختلف الحقول والخطابات، وليست مجرد وسيلة لتأمين الوظيفة أو جواز عبور إلى هذا المؤتمرات أو ذاك.