|
حقيقة لا أستطيع أن أزيد على ما سبقني به الأساتذة الكرام من الأدباء بشأن مؤتمرهم الأخير الذي انعقد بالمدينة المنورة على ساكنها أفضل السلام.. و
كنت أتابع بعض الجوانب التي تطرح بشأن المطالب من خلال الصحف ومواقع التواصل الاجتماعي وبعض لقاءات الزملاء الأعزاء فلاحظت تكرار موضوع صندوق الأدباء ولا أعرف كيف ستكون آلية هذا الصندوق في التشغيل وما هي الجهة التي ستشرف عليه وتدعمه وهل يتوقّع السادة الأدباء أن التبرعات ستنهال على هذا الصندوق بشكل متدفق ومستمر وهل يتوقّعون أن يتم دعم الصندوق من أشخاص ليس لهم علاقة بالأدب والثقافة والفكر ولو افترضنا أن المهتمين سيتبرعون فما هو حجم التدفق النقدي وكيف سيكون وما هو مقدار التبرع الشهري أو السنوي فإذا كان المهتمون بالأدب لا يدفعون رسوم عضوية أنديتهم لأسباب يعلمها القائمون على إدارة الأندية الأدبية فهل نتوقّع من المحبين للأدب أنهم سيقومون بدعم زملائهم الأدباء المحتاجين...
ثم هل يليق بالأديب الذي أنتج كثيراً من الإصدارات وقدّم عطاءً ليس محدوداً أن يعيش على نفقة بعض المتبرعين ويبدأ النظر إليه من باب الشفقة والإحسان والتفضّل...
فأعتقد كان أولى أن يطرح مشروع الاحتراف الثقافي كما هو معمول به في الوسط الرياضي بأن يكون بعض الأدباء خاصة الذين لا عمل لهم بأن يكون محترفاً ومتفرِّغ للعمل الإبداعي بوجود مخصص شهري ثابت يليق بمكانته الأدبية في الساحة.
وفي نفس الوقت أنا لا أتصوّر أن هناك إنساناً ولد أديباً فبالطبع في بدايته يكون موظفاً في أي قطاع سواء عام أو خاص وبعد ذلك يشق طريقه في عالم الإبداع إلى أن يصبح بالفعل أديباً وأعتقد الساحة مليئة بهذه الفئة.. ولكن فكرة الصندوق أعتقد لا يليق طرحه في كل مرة في مؤتمر الأدباء وتصبح الشغل الشاغل في النقاشات ومطلباً أساسياً.. وهل الأدباء ليس لهم أي مواضيع تطرح سوى إنشاء الصندوق.. وهل يعتبرون مكتفين في جميع احتياجاتهم الأدبية؟