حِيْنَ أَلْقَى أُدَبَاءَ الوَطَنِ
نَتَسَامَى بِالرُّؤَى وَالشَّجَنِ
فَأَرَى الأَيَّامَ فِي إِيقَاعِهَا
تَنْشُرُ الحُبَّ فَيَرْوِي فَنَنِي
فَإِذا الشِّعْرُ يُواسِي مُهْجَتِي
وَيُدَاوِي مَا يُعَانِي وَطَنِي
فَأُمَنِّي النَّفْسَ فِي أُمْسِيَّةٍ
يَتَوَارَى فِي صَدَاهَا حَزَنِي
وَأُمَنِّيْهَا إِضَافَاتٍ لَهَا
بِمَسَاءَاتِ الحِوَارِ المَدَنِي
بِأَسَالِيْبَ تُرَقِّي أَدَباً
يَتَحَرَّى المَنْطِقَ المُتَّزِنِ
غَيْرَ أَنِّي لَمْ أَجِدْهَا بَيْنَهُمْ
وَاقِعاً يَبْدُو بِنَقْدٍ قَمِنِ
أُدَبَاءٌ أَرْبَكُوا أَنْدِيَةً
هَزَّهَا الإحْبَاطُ حَتَّى هَزَّنِي
أُدَبَاءٌ مَرَّغُوا فِيْمَا مَضى
فِي صِراعاتٍ جَبِيْنَ الزَّمَنِ
فَاشْتَكَتْ أَنْدِيَةٌ مِنْ بَعْضِهِمْ
غَمَسُوا أَهْدَافَهَا بِالعَفَنِ
حَرَفُوا أَنْشِطَةٍ عَنْ نَهْجِهَا
فَخَبَتْ أَضْوَاؤُهَا بِالدَّرَنِ
لَيْسَ للآدَابِ مَعْنَى بَيْنَهُمْ
غَيْرَ ما يُورِي سَعِيْرَ الفِتَنِ
بَعْضُهُمْ مِن بعضِهِمْ في نَقْدِه
مُسْتَفِيْضٌ حِقْدُه بِالعَلَنِ
أَيُّهَا المُسْتَكْشِفُ الدَّاءَ بِهِمْ
عَزَّ هَذَا عَنْ أَدِيْبٍ فَطِنِ
فَتَوَارَى عَن مَسَارَاتِ هَوَىً
حَرَّكُوا فِيْهَا الأَسَى بِالأَسَنِ
إِنَّهَا مُؤْتَمَرَاتٌ شُوِّهَتْ
بِالَّذِي جَاءَ بِهَا مِنْ رَعَنِ
صُحُفٌ قَدْ وَتَّرَتْ مَا بَيْنَهُمْ فِي
بِمُثِيْرٍ بُغْيَةً للإِحَنِ
فَاذْكُرُوا مَا قِيْلَ فِي مُؤْتَمَرٍ
سَابِقٍ فِي فُنْدُقٍ لِلسَّكَنِ
صَالِحٌ مَا كَانَ فِي تَصْرِيْحِه
حِيْنَمَا صرَّح بِالمُؤتَمَنِ
قَالَ عَنْهُنَّ وَعَنْهُمْ قَولَةً
هُو عَنْهَا فِي حَكَاويِه غَنِي
وَأَتَى مِنْ بَعْدُ في مُؤْتَمَرٍ
آخَرٍ مَا لَمْ يَكُنْ بِالحَسَنِ
فَزِيَادٌ زَادَ فَاسْتَوْقَفَنَا
بانْتِقَادٍ لَيْسَ بِالمُتَّزِنِ
لِرِوَائِيٍّ سَمَا فِي فَنِّه
وَهَوَى فِي ردِّه المُمْتَهِنِ
أُدَبَاءٌ نَشَّطُوا تَجْرِيْحَهِمْ
بَعْضُهُمْ قَدْ هَاجَ كَالمُحْتَقِنِ
حَيْثُ لا يُحْسَبُ هَذَا أَدَباً
فَلْتَعُودُوا أُدَبَاءَ الوَطَنِ
كَي نَرَى أَجْمَلَ إِبْدَاعَاتِكُمْ
عَبَقَ الشِّيْحِ وَفَيْحَ السَوسَنِ
تَنْشُرُونَ الحُبَّ فِي آدابِكُمْ
تَرْسِمُونَ الحُسْنَ فَوقَ الأَحْسَنِ
تُنْشِدُونَ الوَطَنَ الشِّعْرَ رُؤَىً
تَنْشُدُ الحَقَّ بِرُوحَ المُؤْمِنِ
قِصَصٌ تَرْوُوْنَهَا مَكْتُوبَةً
نَظَرَاتٍ فِي المَسَارِ المَدَنِي
طَوِّرُوا بِالنَّقْدِ مِن آدابِنَا
لِيَرَى العَالَمُ مَا فِي مَوْطِنِي
وَادْرُسُوهَا دُونَ أَنْ يَأخُذَكُمْ
مَوقِفُ الغِلِّ وَصَوتُ المُذْعِنِ
سَدِّدُونِي وَاعْذُرُونِي شَاعِراً
سَاءَه وَضْعٌ عَلَى وَقْعٍ بُنِي
وَلِيُذَكِّرْ بَعْضُكُمْ بَعْضاً بِمَا
يَتَسَامَى بِالرُّؤَى والشَّجَنِ
إِنَّهَا طَيْبَةُ فَاسْتَجْلُوا بِهَا
أُفُقاً لِلمَوْقِفِ المُسْتَحْسَنِ
وَتَوَاصَوا بَعْدَهَا أَن تَرْتَقُوا
أَدَباً يَنْهَى عَن المُسْتَهْجَنِ
تَوصِيَاتٍ هِيَ فِي مُؤْتَمَرٍ
رَابِعٍ أَبْقَى صَدَىً لِلزَّمَنِ
ألقاها الشاعر في المؤتمر الرابع للأدباء السعوديِّين المنعقد في المدينة المنوَّرة من 20-22 / 10 / 1434هـ