الإنسان في هذه الحياة غير معصوم وغالباً ما يقع بالخطأ، ولكن الوقوع في الخطأ ليس عيباً إنما العيب يكون بالاستمرار وعدم التعلم من تلك الأخطاء، يقول السياسي البريطاني ويليام جلادستون: (لم يصبح أي إنسان إنساناً رائعاً أو متميزاً إلا من خلال ارتكابه أخطاء عديدة وكبيرة).

إن كل محاولة تقوم بها ثم تفشل تعطيك معلومات عن النجاح تستفيد منها لتحقيق ما تريد في المحاولات القادمة.. ولتعرف أن جميع الناجحين كتبوا قصص نجاحهم بقلم الأخطاء، ولم يحققوا ما يريدون إلا بالتجربة ثم التعلم من الخطأ.. واقرأ قصصهم والأخطاء التي مروا بها لتستفيد منها وتتجاوزها في حياتك.. ولا تتوقف أو تُحبط من كل محاولة فاشلة تمرُ بك، بل سجلها كدورة تدريبية لا تقدر بثمن واستفد منها، والشخص الناجح هو من يتعلم من أخطائه.

الأخطاء تبدأ مع الإنسان من صغره وحتى يكبر، والطفل يسقط كثيراً قبل أن يتعلم المشي.

باكمينستر فولر عالم رياضيات وفيلسوف لم يتخرج من أي جامعة ولكنه حصل على 46 دكتوراه فخرية.. وكل ذلك بسبب أنه تعلم من أخطائه الكثيرة التي أوصلته إلى ما كان يطمح إليه.

أحد الصحفيين كان يجري مقابلة مع عالم وباحث شهير استطاع صنع العديد من الإنجازات الطبية المُبهرة، وسأله عن السبب الذي يعتقد أنه وراء إنجازاته الكبيرة، وما الذي جعله متميزاً عن غيره؟ وأجاب بأن كل ذلك نابع من درس علمته له أمه عندما كان في الثانية من عمره.

كان يحاول إخراج زجاجة لبن من الثلاجة ولكن أفلتت يده الزجاجة فانسكبت بالكامل على أرض المطبخ، وبدلاً من أن توبخه أمه قالت له: (يالها من فوضى رائعة تلك التي صنعتها)! حسناً يا بني لقد وقع الضرر بالفعل، لا تقلق بشأن هذا، هل تريد أن تلهو معي قليلاً بينما نقوم بتنظيف هذا اللبن المسكوب؟

وبالطبع كان يريد ذلك، فقالت له: (إننا عندما نصنع فوضى كهذه يكون علينا تنظيفها في نهاية الأمر، لذا كيف تحب أن نفعل هذا؟ يمكننا استخدام فوطة، أو إسفنجة، أو ممسحة، أيهما تفضل؟).

وبعد أن انتهيا من تنظيف اللّبن المسكوب، قالت:(إنّ ما لدينا هُنا هو تجربة فاشلة في حمل زُجاجة كبيرة من اللّبن بيدين صغيرتين، دعنا نخرج إلى الفناء الخلفي، ونملأ الزُّجاجة بالماء ونرى إن كان بمقدورك اكتشاف طريقة تحمل الزّجاجة بها دون أن تُسقطها).

لقد كان درساً رائعاً ونابعاً من حُب الأم وشفقتها على ابنها، لقد أدت «زجاجة اللبن المسكوب» إلى إنارة الطريق لهذا العالم وجعلت تلك التجربة العملية البسيطة حياته ناجحة، لقد أصبحت حياته مليئة بالنجاحات الطبية المدهشة، التي استطاع تحقيقها بسبب تعلمه من أخطائه.