ترجع بنا الذاكرة للوراء قبل حوالي عشر سنوات عندما أمر قائد الأمة خادم الحرمين الشريفين حفظه الله بالابتعاث الخارجي لدول العالم الأول المتطورة..وهكذا امتلأت أقاصي الغرب بآلاف المبتعثين والمبتعثات لطلب العلم.

البعض يعتقد أن الابتعاث وفرّ حياة جميلة وسياحة مدفوعة للطلاب والطالبات بينما في حقيقة الأمر هناك وجهٌ مظلم للقمر المُنير..

الكثير ممن ينظرون للصورة من خارج إطارها أبداً لا يعلمون حجم ألم الغربة و صعوبة الحياة وكآبة الشتاء.

جميع الطلبة المبتعثين حالياً أو الخريجين يعرفون ماذا تعني الغربة وتعب الدراسة، وما هي نتائجه بعد الصبر والاجتهاد بإذن الله. ولكن القليل من يعلم لماذا بعض المبتعثون والمبتعثات يصابون بالاكتئاب الشديد في أوقات معينة في السنة في بلد الابتعاث وخصوصاً في فصل الشتاء؟ ويوجد بعض الاعتقادات الخاطئة أن هذا أمر طبيعي وهو عامل الاشتياق للوطن أو مايسمى Home sick ولكن في الحقيقة أن السبب هو نقص فيتامين د المصاحب لقلة أو انعدام الشمس في بعض المناطق!!

كآبة الشتاء (winter depression) أطلق عليها هذا الاسم في عام 1984 ولها أعراض كثيرة منها قلة النوم وزيادة الأكل وخاصة الكربوهيدرات، وبالتالي زيادة الوزن ويكون الشخص عرضة للكثير من الأمراض المصاحبة للسمنه.. أيضاً يحس الشخص بالكثير من الآلام المتفرقة في جسده و خاصة العضلات.. وعلى صعيد ٍ آخر.. يكون الشخص غير اجتماعي ويعاني من صعوبة التركيز وقلة الطاقة والحركة.. وفي بعض الحالات الشديدة يكتئب المصاب مما يؤدي بهِ إلى الانتحار لا قدر الله.

لنأخذ على سبيل المثال ولاية فلوريدا في أمريكا فلقد أظهرت الدراسات أن 1.4% مصابون بكآبة الشتاء وفي ولاية نيوهامشر 9.7% وفي ألاسكا الباردة 24.9%.

ولكي يتم تجنب كآبة الشتاء يجب تعريض الجسم لأشعة الشمس الكافية لتعويض نقص فيتامين د أو استخدام light Box وهو متوفر في الأسواق، وهذا يؤدي بإذن الله إلى تجنب الكآبة الموسمية والعودة للحياة الطبيعية.

أخي وأختي.. كآبة الشتاء أو الشتاء الأزرق، كما يطلق عليها بعض العلماء عدوك الصامت.. فكن أكثر ذكاء وحكمة وسارع بعمل فحص طبي لقياس فيتامين د.