هذه حقيقة مؤلمة الفرق الكبير بين (الشاب السعودي) وغيره، هو أنه لا يجيد فن تسويق ذاته ومهاراته لدى الآخرين، خصوصاً في قطاع الأعمال!
ولعل هذا سر تفوق بعض الجنسيات العربية في القطاع الخاص لدينا، وبقاء السعودي يراوح مكانه دون مزيد من المميزات، بينما تعتلي بعض الجنسيات مناصب أعلى وتصبح هي من يدير السعودي في نهاية المطاف، حتى لو كان هذا المواطن الموظف يمتلك من المهارات والميزات أكثر من الأجنبي، ولكن الأخير نجح في تقديم نفسه وتسويقها بالشكل الصحيح!
إذاً ما هو السر خلف غياب فن (تسويق الذات) لدى الشاب السعودي؟!
أعتقد أن ثقافتنا وتربيتنا هي المتهم الأول في غياب هذه (المهارة والميزة) عن سلوك شبابنا، لأننا أظهرنا (المعنى السلبي) لها، وربطناه بالكذب والتزييف والاستجداء والاستخفاف، وطالبنا شبابنا بالثقل في غير محلّه، والصمت في مواضع الحديث وعرض المهارات، والإحجام عن التعرّف على الآخرين وتوسيع دائرة المعارف بحجة أن الناس ما منهم إلا المشاكل والصداع، السعودي ينجز بصمت حتى لو تجاوز العقبات، فهو في الغالب لا يستعرض مهاراته أمام مديره أو الآخرين أو يبيّن كيف تجاوزها، بينما الآخر يسوق لنفسه بذكاء عبر اختيار الوقت المناسب، والمبادرة بشرح كل صغيرة وكبيرة، وكيف نجح!
السعودي يقدّم كل شيء في يده مجاناً، وقد يتنازل عنه بسهولة، أما الآخر فهو يبيّن أهمية ما يملك، وكيف أن ثمنه باهظ ويستحق عليه الشكر حتى لو قدَّمه مجاناً كما فعل (السعودي)!
الآخر ينجح ويكبر وشبابنا كما هو، باختصار أقول لكل شاب سعودي: (خيي ما بيمشي الحال هيك! إذا ما بتثق بحالك، وتقدّم نفسك ومهاراتك للآخرين.. ما حدا بيعتل همك! خليك ذكي.. واثق من حالك.. وطلع لبكره بتنجح)!
ليس عيباً أن تبرز ما تملك من قدرات في مجال عملك، وليس نفاقاً أن تبيّن لمديرك ماذا أنجزت!
المصيبة أن تبقى صامتاً وأنت تعمل، حينها حتماً سيبقى الآخرون صامتون أمامك، بينما هناك من يكبر ويتطور (لأنه تحدث عن نفسه قليلاً)!
وعلى دروب الخير نلتقي.
fahd.jleid@mbc.netfj.sa@hotmail.com