إن من أكثر ما شاع بين الناس قطيعة ذوي القربى وإنه لمن المؤسف أن يكون الغرباء موضع حفاوة بالغة والأقارب ليس لهم إلا العداوة المستعرة! ومن السيئ جدا أن ترى الطفل الصغير وقد امتلأ قلبه كرها لفلان وعلان من أقاربه ولو سألت عن السبب لم تجد ! إلا أن الكبار هكذا أرادوا وغرسوا..بئس الغرس والإرادة..إن خلافتنا للأرض ماكانت لمثل هذه الأمور ,نفوس مشحونة وحياة ملأى بالمشكلات إنما هي نفوس مرتاحة مطمئنة ريانة باللقاءات السعيدة ونحو ذلك إليك هذه الخطوات الجادة لمحو القطيعة:

1 - ذكر نفسك بحق الله فيهم مما تتلوه شفتاك من آيات يقول الله تعالى {وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ} واستحث الخطى سيرا مع قدوة الأنام حيث يقول عليه الصلاة والسلام : «ليس الواصل بالمكافئ، ولكن الواصل الذي إذا قطعت رحمه وصلها».

2 - اعلم أن قطيعة الرحم لاتكون إلا بوجود المشكلات وتكررها فإن كان ذلك عليك أن تدرك أن المشكلة لاتتكرر عبثا بل لها مسببات يجب تجنبها مثلا: نقل الأخبار دون استئذان أو عدم الإخبار عن المناسبات المشتركة وعند حدوث النسيان عدم الاعتذار أو فرض شيء يناسبك لايناسبهم في مناسباتهم بحكم المكانة أو السن! أو زيارتك المتكررة بدون استئذان أو النظر لخلافات الصغار وتشويه قلوبهم البيضاء بتوريث سوء الظن بأقاربهم! والأسباب عديدة لن تعدمها إذا عزمت حقا على اقتلاعها لتحسين علاقاتك وجلب الراحة والبركة في حياتك.

3 - بلا شك أن من الأقارب من لديه طباع سوء منها ماهي جبلة ومنها ما التربية أوالظروف أوجدتها فيه فلا تكن عونا عليه فإما صحبة بمعروف ونصح ذكي أو سلام تؤدى به الحقوق والواجبات على أن لا يكون هذا الوصل ضعفا وانكسارا وانشغالا به أو تكلفا و منة أواشمئزازا وتأففا وهذا مايرد كثيرا في الاستشارات..أنت هنا يا أيها الفاضل تؤدي حقا من حقوق الله واحرص على التوازن في ذلك.

4 - إن أردت دوام الود والوصل فلا تشقى بتتبعهم وانتظار ردهم لجميل صنعته أو قول قلته وليكن لسان قولك قول الشاعر:

مَاذَا عَلَيَّ وَإِنْ كُنْتُمْ ذَوِي رَحمِي

أَنْ لا أحُبُّكُمُ إنْ لَمْ تُحِبُونِي

لا أَسْأَلُ النَّاسَ عَمَّا فِي ضمَائِرِهُمْ

مَا فِي ضَمِيرِي لَهُمْ مِنْ ذَاكَ يَكْفِينِي

ومع ذلك كن على ثقة أن لإحسانك عرفان لابد أن يظهر ولو في ذريتك إن أنت لم تتراجع وتبخل..إن ثمار الثبات على القيم لا تنقطع.

4 - خذ زمام المبادرة واظفر بنعيم الحياة وصلهم من أبواب عديدة مما قد يغفل الكثيرون عنها وإن كان للأمور المادية أوفر النصيب إلا أن هناك من الأمور المعنوية ما هو أهم منها الوقوف معهم عند الأفراح والأحزان ودفع الضرر عند الحاجة أو السعي لما فيه منفعتهم وصلاحهم أو الاحتفاء برؤيتهم دون تلصص وملازمة وآخرها وأهمها الدعاء لهم صغارا وكبارا ..أحياء وأموات.

5 - تذكر إن أولى الناس بحبك وعفوك وتقديرك وسخائك وهداياك..حسن أخلاقك كلها هم أقاربك..تجاوز عن هفواتهم واحذر إشعال القطيعة ولو بإيماءة..لاتقل فيهم إلا خيرا أو اصمت وإن خالفك الناس جميعا.

وقود لحياتك:

أفراح القلوب وحلو الصلة مرهونة بحسن الخلق.

@twitter: hudaalfourih