خصصت اللجنة الثقافية لسوق عكاظ ضمن خطتها لأنشطة العام الحالي تنظيم ندوات تستهدف الشباب يتم من خلالها مناقشة الإستراتيجية الوطنية للشباب واستعراض الجهود التي نفذتها إمارة منطقة مكة المكرمة لدعم مشاريع الشباب وتبني أفكارهم وإشراكهم في إستراتيجية تنمية المنطقة، كما سيعرض خلال البرنامج الثقافي منجزات واختراعات لمجموعة من الشباب بالتعاون مع وزارة التعليم العالي.
وبحسب المركز الإعلامي لسوق عكاظ فإن إمارة منطقة مكة المكرمة تشارك في المحور الأول، حيث يستعرض وكيل إمارة منطقة مكة المكرمة الدكتور عبد العزيز الخضيري دور الشباب في وضع إستراتيجية المنطقة، وما قدمته الإمارة لهم إذ وضعت الشباب في أول اهتماماتها من خلال مشاركتهم في وضع الخطوط العريضة لإستراتيجية المنطقة التنموية، وفتحت لهم المجال لإبداء آرائهم وطرح أفكارهم، كما خصصت لهم حاضنات تستوعب مقترحاتهم ومشاريعهم المستقبلية، وشكَّلت لذلك عدداً من اللجان وأقامت ملتقيات شبابية، كما شاركوا في وضع إستراتيجية المنطقة للخمس سنوات الماضية وسيكون لهم دورة في الخمسة أعوام المقبلة إضافة إلى اللجان التي أنشئت.
وفيما يخص المحور الثاني الذي سيكون بحضور معالي وزير التخطيط والاقتصاد، سيتم استعراض ومناقشة الإستراتيجية الوطنية للشباب، التي صدر توجيه سامٍ كريم بتكليف وزارة الاقتصاد والتخطيط وعدد من الوزارات والمؤسسات الحكومية بإعدادها، من أجل وضع خطة وطنية شمولية فاعلة لانخراط ما يقارب 4 ملايين شاب في العملية التنموية، وذلك من خلال تفعيل قدراتهم، ورسم السياسات والإجراءات التي تحقق طموحاتهم وآمالهم من جهة، وليصبحوا فاعلين ومنتجين في المنظومة الشاملة للتنمية في البلاد من جهة أخرى، منطلقة في ذلك من تعزيز المواطنة اللبنة الأولى لرقي المجتمع.
أما بالنسبة للمحور الثالث فسوف يشارك فيه عدد من الطلاب السعوديين وسيقدمون عدداً من إنجازاتهم واختراعاتهم العلمية ونتاجهم الأدبي انطلاقاً من أن السوق حلقة وصل بين الأجيال وهمزة التقاء للماضي والحاضر والمستقبل.
وكان سمو أمير منطقة مكة المكرمة خلال لقائه الشباب - العام الماضي - على هامش فعاليات السوق قد دعاهم للمشاركة في سوق عكاظ بالتواجد والفكر والأنشطة على شكل مشاركين ومنتسبين لهذا السوق.. كما طلب سموه منهم أفكاراً شبابية لنهضة شاملة للمملكة، وأن يكون لهم أنشطة تقدم جهداً يسهم في نهضة الوطن، وانطلاقاً من تلك الأسس أقرت اللجان أن يكون للشباب دورهم الفاعل في سوق عكاظ، وسيتم خلال هذا العام بالتعاون مع وزارة التعليم العالي عرض لتجارب لمبتعثين واختراعاتهم ضمن أنشطة السوق.
وترمي مشاركة الشباب في سوق عكاظ إلى إخراجهم من مواقع التواصل الافتراضية إلى مواقع التواصل الواقعي، وتقريب المواطن من وطنه، وإطلاعه على تاريخ وحدته الوطنيَّة، كذلك استثمار سوق عكاظ ليكون إحدى قنوات التواصل الإيجابي لتبادل الأفكار معهم وعرض تجاربهم الثقافية والعملية والعلمية، وخلال الدورة السابقة شارك 700 شاب وشابة في أكبر تجمع شبابي حواري تشهده المملكة وهدف إلى تشجيع التواصل الدائم بين الشباب وصنّاع القرار وترسيخ ثقافة الحوار.
ولاقت التجربة التي بدأت خلال دورة السوق السادسة نجاحاً كبيراً، حيث ثمَّن عدد من المثقفين والأكاديميين اهتمام سوق عكاظ بفئة الشباب، إذ أكدوا أن الخطوة تتماشى مع روح الإعلام الجديد المكتسح من قبل فئة الشباب، ووصفوا كذلك اتجاه اللجنة الإشرافية على السوق إلى فتح جسور الحوار مع الشباب، واستقطابهم لحضور ومتابعة الأنشطة يُعد نجاحاً بلا شك؛ لأنها ذهبت إليهم في عقر تقنيتهم، وتحدثت إليهم بنفس لغتهم الإلكترونية، ويُعتبر ذلك تتويجاً لاهتمام القائمين على السوق، وعلى رأسهم الأمير خالد الفيصل، بالشباب والشابات، وإدراكاً لدور شباب وشابات الجامعات في التنمية والتغيير الإيجابي لبوصلة المجتمع، نحو آفاق حضارية وإنسانية أرحب وأعمق، خصوصاً أنهم يمثلون النسبة الأكبر من السكان.
وقد منح سوق عكاظ فرصة لمشاركة الشباب خلال السنوات الماضية في الكثير من الأنشطة حيث شارك المتطوعون من أبناء القرى المجاورة لسوق عكاظ ومحافظة الطائف وطلاب جامعة الطائف، وذلك يأتي متفقاً مع رؤية الأمير خالد الفيصل الهادفة لإفادة المجتمع المحلي اقتصادياً واجتماعياً، من خلال بناء خبرات أبناء المجتمع المحلي المحيط بالسوق، ومساعدتهم في تحسين مداخيلهم المالية، وتوفير فرص وظيفية دائمة أو مؤقتة لهم مستقبلاً، إلى جانب نشر ثقافة العمل التطوعي وتعزيزها بالإضافة لمشاركتهم الفاعلة في الأنشطة والبرامج الثقافية المختلفة».