(1)
مِيلاد
هُمْ يَحْلُمونَ بِبَعْضِ السَّنَابلِ والمَدَائنُ خَجْلَى كَي لا تَجُوع
هُمْ يَبْتَغُونَ فُتَاتَ الحَرفِ
كَي تَبْقَى المَسَامِعُ للتَّرَاتيلِ وتَهْجُر تلْكَ الـقَوافي الدُّمُوع
هُمْ يَحْلٌمون بَأنَّ قَافِيَةَ القُلُوب أغْنيَةً
والحَنَاجُرُ حِينَ تَرْسُمُنا لُحُوناً هيَ الآن تَسْبقُنَا للخُشُوع
هَا هُمُوا الشُّعَراءُ يا سُدَّةَ الباب بَينَ غَيْمَاتِ السَّمَاء وبيْنَ الضُّلُوع
هُمْ يَكْتُبُونَ المَاءَ في كُلِّ سُنْبُلَةٍ وَبَيْدَاء
وفي كُلِّ حَبَّة رَمْلٍ وَسَاقِيَةٍ فَتُنْبِتُ الأرضَ بَعْضُ الصَّلاةِ
ولا زَالَ في الغَيْثِ فَيْضُ مِن دُعَاء
والعَصَافيرُ الخِمَاصُ تَحْلُمُ بالغِنَاء
هَاهِيَ الآنَ تُنْشِدُ بَعْضَ التَّراتيل شَوْقاً
لا تَخُونُوا الحَرْثَ لا تَنْسَى المَجَرَّاتُ مِيلادَ شَاعِرْ
(2)
صَبَابَةٌ
هَذِي المَدينَةُ كَانَتِ هِيَ الأرْضُ والّلَحْنُ الشَّجِيِّ كَانَتْ هِيَ التَّقْوى
كَانَتِ السَّاحَاتُ في كُلِّ ضَاحِيَةٍ لا تُغَادِرُهَا الصَّبَايَا ولا تَشْقَى
تَزَمَّلَ حَقْلُهَا مِثْلَ المُرْضِعَات والعَادِيَات بسَاحَتِهَا المُهْرةُ الأولى
هِيَ لا تُشْبهُ النَّخْلَ كَانَتْ هيَ النَّخْلَةُ الحُبْلَى فَكَانَ العِذْقُ أوْفَى
لَمَّا تَيَمّمََ نَحْوَهَا النَّسُّاكُ صَارَتْ بَلابلُهَا تُغَنِّي
لا تَخُونُوا الأرْضَ لا تَنْسَى المَجَرَّاتُ مِيلادَ شَاعِرْ
(3)
بُلُوغ
حَدَّقَ الغَيْمُ في وجْهِ المَدِينَةْ
أهْطَلَ بَعْضَ غَيْثٍ في سَكِينَةْ
والصَّبَايَا كالمَرَايَا يُدَاعِبُهَا المَطَرْ
هَاكَ مِفْتَاحَ المَدينَةِ والدُّرَرْ
إنّها الآن قَافِيَةٌ وَوَتَرْ
والمُغَنًّي عَادَ يُنْشِدُنَا الحَذَرْ
لا تَخُونَوا المَاءَ لا تَنْسَى المجَرَّاتُ مِيلادَ شَاعِرْ
(4)
حُلُمْ
هذِه المُزْنُ بيْنَ أحْدَاقِ الحُرُوف
تَكْتُبُ الرُّوحَ في كَفٍّ شَغُوف
إنَّها كالعَصَافِير جَوْعَى تَقَاسِمُهَا الرَّغِيف
تُسَابقُهَا كَيْفَ تَلْتَحِفُ البَقَايَا وكَيْفَ تَحْيَا
مَدِينَةُ الحُرُوف
مَدِينَةُ العَفَافْ
تُعَانِقُ المَسَاء
تُسَامِرُ الجَوْزَاء
ّوفَجْرُها الضَّحُوك
كَأنَّها في ثَغْرهَا قَصِيدَةْ الحيَاة
ولَونُهَا قُزَحْ
مَدِينَتي تُخَضِّبُ النَخِيل تُلَمْلِمُ الجِرَاح
وترْسُمُ الفَرَحْ
مَدِينَتي قَصِيدَةٌ شَفِيفَةٌ في بَوحِهَا الشَّجَنْ
كَأنَّهَا في شَدْوهَا حَمَامَةٌ تَنُوح
ـ
تَرَفَّقُوا بصَوْتِهَا تَرَفَّقُوا بدَارهَا
فلا تَخُونُوا عَهْدَكُمْ ولا يَخُونُ شَاعِرْ