من وحي ما تطرحه الجزيرة حول قضايا المجتمع المتنوعة أجدني أقف في حيرة من الطريقة التي تتم بها الخِطبة (بكسر الخاء) لدينا، ومدى صعوبة البحث عن زوجة في ظل بدائية تلك الطرق ومعاناة الباحثين عن النصف الآخر.
ويبدو أن دور الخطّابات (بتشديد الطاء) ما زال هو الطريقة السائدة، بالرغم مما يعتريه من جشع وطمع ومغالاة ولف ودوران.
لذا أعجبت أيّما إعجاب بظهور مراكز اجتماعية للتوفيق بين الزوجين ومساعدة الراغبين في الزواج من خلال ربطهم بزوجات ملائمات، مع وضع الشروط المناسبة والمواصفات المطلوبة في الشريكة بأسلوب يُنصف الجادين في الزواج.
وقد قمتُ بزيارة مركزين فاعلين، هما: مركز أسرة في مدينة بريدة، ومركز تيسير الزواج في عنيزة، واطلعت على جهود المخلصين فوق بساط البذل والاحتساب، وتعرفت على الطريقة التي يمكن من خلالها الوصول إلى الشريكة المناسبة.
ووجدتُ أن المشروعَين ناجحان بكل المقاييس، وذلك من خلال كثرة الزيجات التي تمت عبر المشروعين، وأُعجبت بالضوابط التي يطبقها كل مشروع لمنع أي تلاعب أو عدم جدية.
نعم، في المشروعين رجال صادقون.. مخلصون.. يقدمون الجهد والوقت من أجل إعفاف الراغبين والراغبات في الزواج، من خلال إدخال البيانات في الحاسوب، وربط الشريكة بطريقة منصفة؛ لكي تتواصل مع ولي أمرها.
وقد أفادني أحد المشرفين على المشروع بأن «المشكلة التي نواجهها هي عدم تقبُّل البعض لهذه الفكرة؛ لذا تجده يمانع إدراج ابنته أو أخته في المشروع، وكأنه يراه عيباً». وأعتقد أن هذا موقف خاطئ.
إن مثل تلك المشاريع المباركة ستلغي الاعتماد على الخطّابة (بتشديد الطاء)، وسيجد الباحثون عن زوجات سهولة ويسراً في ذلك، كما أن المرأة الراغبة في الزواج ستجد الشخص الملائم.
من هنا، لا بد للمجتمع أن يدعم مثل تلك المشاريع، ويقف معها، بل إن بعضها يعطي القروض لتيسير الزواج.
فشكراً للقائمين على تلك المراكز، الذين يستحقون التحية والامتنان، الذين فتحوا آذانهم وجوالاتهم من أجل خدمة هذا المشروع، وقدموا جهدهم ووقتهم من أجل بناء أسرة مسلمة وتكوين بيوت الزوجية.
محمد عبدالعزيز الموسى - بريدة - ص. ب (915)