بعض الشباب الذين مالوا إلى التشدُّد الفكري، يسألون اليوم:
- ما الذي يحدث بالضبط؟! مَنْ معنا، ومَعْ مَنْ نحن؟!
ويسألون أيضاً:
- إذا كنا قد سِرنا في الطريق الصحيح، فهل نواصل مسيرنا، أم أنّ أحداً سيعتبر أنّ استمرارنا فيه خطأ بحق ديننا ووطننا؟! وإذا كنا قد سِرنا في الطريق الخطأ، هل سنكون مجرمين؟! وبالنسبة لمن سنكون كذلك؟! ومَنْ سيأخذنا إلى الطريق الصحيح؟!
لقد نفض الربيع العربي منذ تونس إلى اليوم، غبارات كثيرة، تتعلّق أكثر ما تتعلّق، بحال الأجيال الشابة، وبمن يتولّى توجيهها، وبشكل أدق، من يتولّى تلقينها. واعتبرَ بعضُ محلّلي الأزمات أنّ هناك تجييشاً للشباب، من قِبل أطراف سياسية، ظلّت تعمل طوال الوقت وفق أجندات سياسية.
لقد بُحّت أصواتنا ونحن نقول:
- لا بدّ أن تتولّى مؤسسات الدولة مجتمعة، مهام العناية بالشباب وبفكر الشباب، وألاّ تدعهم في مهبّ الريح، لأصحاب الهوى وأصحاب المنافع وأصحاب الأجندات. فهؤلاء يستغلّونهم أسوأ استغلال، ويصعدون على أكتافهم، ثم يرمونهم إلى مصير مجهول.
المسؤولية يجب ألاّ تُلقى، في هذه المرحلة الحساسة، إلاّ على المؤسسات الحكومية التي لم تؤدِ عملها على الوجه المطلوب، والتي تركت الحبل على الغارب ليتصادم الأطراف ببعضهم، والتي دعمت فئة ما، ظنَّاً منها أنّ هذا الدعم سيكون لصالح الوطن!
لن يكون الوقت متأخراً، إذا بدأنا نصلح أخطاءنا، ونفتح للشباب والشابات فرص العمل والتعبير عن الرأي.