تابعت الأحداث الجارية التي تمر بها الشقيقة سوريا منذ أكثر من عامين ونصف العام، والتحركات التي تقوم بها المملكة ومعظم دول العالم، والحملة العسكرية الأخيرة على ذلك الحاكم الظالم الذي أباد شعبه بكل تعسف بالآلة الحديدية و (الأسلحة الكيماوية).. وأقول إن بلاد الشام جزء من الهلال الخصيب التي دعا لها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عندما قال: (اللهم بارك في شامنا ويمننا)، وهي بلاد رحبة عُرفت بالخيرات والإنتاج الزراعي المميز، كما أن أجواءها صافية إلى حد ما في كل الفصول، وكانت من الخيارات المفضلة لعدد لا يُستهان به من المسافرين من دول مجلس التعاون لقضاء الإجازات وبخاصة فترة الصيف، حتى ابتليت بالجدب وقلة الأمطار، مما دعا معظم البوادي إلى نزوح مستمر إلى الدول المجاورة، وفي نفس الوقت تلاشت المحاصيل الزراعية وتقلصت الثروة الحيوانية، وقد هبَّت معظم دول مجلس التعاون في مساعدة سوريا وخصوصاً المملكة العربية السعودية بأن ساهمت في مدّها بتمويل المشاريع الخاصة بالتنمية والبنية التحتية، وعندما بدأت ثورة الشعب السوري التي واكبت الثورات التي سُميت بالربيع العربي أراد رئيس سوريا طبيب العيون المصاب بعمى القلب أن يُثبت بالقوة لمن حوله أنه هو الزعيم الأوحد وسيبقى إلى الأبد، ووجه أتباعه بأن تكتب العبارة التالية على واجهات الدوائر الحكومية (سورية الأسد حاكمها إلى الأبد) وكأنه بحكمه المستبد الجائر يستطيع أن يبقى مدى الحياة حاكماً لسوريا.. لقد اتبع سياسة الأرض المحروقة حيث سوّى مدناً بالأرض وأباد الآلاف بالغازات السامة المحرمة دولياً وملأ البيوت بالثكالى والأيتام والأرامل.. إنه يُدمر بلاد الشام شر تدمير ويمكن أن يكون ما فعله في بلاده أكثر وحشية مما حصل في اليابان عندما ضربت أمريكا مدينة نجازاكي وهيروشيما بالقنابل الذرية، بل أشد مما عمله الصرب في البوسنة والهرسك.
إن الحرب الطائفية التي يديرها بشار الأسد في بلاد الشام قد أكلت بألسنتها كل شيء مثل النار في الهشيم.. لقد رأيت أحد المشاهد في إحدى المحطات الفضائية أن صبياً لم يتعد عمره سبع سنوات، بدا على وجهه التعب وآثار الغازات السامة.. سأله المذيع عن أهله فقال: لم يبق منهم إلا أنا.. أبادهم بشار فأي مشاعر يمكن أن يتحمل صاحبها ما حدث ويحدث في سوريا الحبيبة؟ لقد وصل المشردون إلى أكثر من ثلاثة ملايين والقتلى تعدوا مائة ألف والمسجونون أعدادهم لا يمكن حصرها، وما خفي كان أعظم.
إن جهالتك أيها السفاح ليست بغريبة عليك فقد ورثتها من أبيك السفاح الأكبر الذي قتل أكثر من 40 ألفاً في مدينة حمص وحماة في أقل من أسبوع، وأمر بخروج النساء عاريات في الشوارع في وقت كان الإعلام فيه مصاباً بالشلل.
إن ما عملته بعد أبيك من أعمال مشينة من هدم للمنازل واستباحة الأعراض وتدمير بيوت الله واستهداف المصلين يُعتبر أجندة قذرة سُلمت لك من دول فاشلة في إدارة شعوبها مثل إيران وروسيا، يؤكد ذلك استمرارهما في مساعدتك لتخفيف المزيد من الجرائم اللا أخلاقية التي تتنافى مع الأعراف الدولية والتي يتمتعون برؤيتها على شاشات التلفزيون.
إن بشاعة الجرائم التي ارتكبتها ويرتكبها أزلامك لم يعملها أبناء صهيون.. فأين شجاعتك عندما احتلوا الجولان وأمروك بحراستها أربعين عاماً، لقد تجردت من الإنسانية عندما سلطت المستأجرين من الشبيحة ليكثروا سفك الدماء في الشوارع وينهبوا ممتلكات الناس.. لماذا كل هذه القوة.. راجمات صواريخ وطائرات حربية وأنواع الغازات السامة المحرمة دولياً قوة مفرطة استخدمتها ضد بلادك وشعبك، وشيء مؤكد بأنك متجرد من كل الأديان وتقود حرباً عقائدية قذرة، فهل تريد أن تفرغ كل سوريا من أهلها وتبقى فيها لوحدك؟.. ثق تماماً أنها مسألة وقت وستقتل شر قتلة.. يجب أن تعرف أنك تتشبث بلقب الأسد وأنت تعرف اسمك الحقيقي جبان العرب فمن الأفضل أن تترك ما تبقى من سوريا لأهلها، ويجب أن تعرف بعدما عملت ما سبق التنويه عنه بأن حكماً يقوم على جماجم الناس مكتوب له الزوال.
ختاماً انظر إلى نتائج ما فعلته جيوش عارمة تحف ببلادك من كل صوب، لكي تلقن درساً لن تنساه، لأن الله سبحانه وتعالى يمهل ولا يهمل، وهو الهادي إلى سواء السبيل؟
- إبراهيم بن محمد السياري