من الغريب وجود بعض العادات والتقاليد التي تمنع وضع الماء بجوار الطعام للضيف، خشية أن يمتلئ بطنه من الماء، وهذا إمعان في الكرم غير المبرر، والذي قد يصيب الضيف في نهاية المطاف (بالشرقة) والوفاة؟! في الآونة الأخيرة، أصبحت المشروبات الغازية، وأحياناً العصائر بدائل متوفرة في الكثير من الموائد، إلا أن عدم وجود الماء بجوار الطعام يعد إهمالاً واضحاً من الأسرة، بل إن البعض يتحدث عن المسؤولية القانونية في حال وفاة شخص على مائدة آخر وثبوت عدم وجود ماء لدفع الشرّقة أو الغّصة!
في أمريكا مثلاً هناك (3.000 آلاف) حالة وفاة سنوياً تحدث بسبب (الشرقة) أثناء تناول الطعام، إما بسبب الضحك أثناء الأكل، أو الإسراع في تناوله دون مضغ جيد، مما يتسبّب في اعتراض (ممر الهواء الطبيعي) بالحلق وانسداده، ليتم منع الأوكسجين وإتلاف خلايا المخ خلال 4 دقائق ثم الوفاة، وهذا الأمر قد يحدث حتى عند النوم، بسبب انسداد الحلق أو الأنف وبالتالي حدوث الشرّقة ثم الوفاة!
من الأدعية القديمه على لسان العجائز عند الغضب (جعلك الشرّقة)، أو (يا مال الشارق المارق) كناية عن الغصّة المميتة في الأكل أو عند النوم، وهذا بسبب فهم الأولين وتشخصيهم ببساطة الحال بعكس ما يحدث اليوم، مع غياب أي إحصاءات رسمية من وزارة الصحة أو أي تقارير طبية تتحدث عن عدد من يموتون لدينا بسبب (الشرّقة) أو الغصة، التثقيف تجاه هذا الأمر غاية في الأهمية، لأن الضحية قد يكون صحيحاً سليماً من أي أمراض!
يجب معرفة كيفية إسعاف من يتعرض للشرّقة أو الغصة أو الاختناق، ووضع الماء بقربه خصوصاً في الأماكن العامة حتى لا يكون ضحية، كما حدث في بريطانيا (أمس الأول) عندما مات (والد العروس) في بداية الحفل إثر اختناقه وهو يتناول الطعام، ولم يتمكن المعازيم من إنقاذه، لتقرّر العروس إكمال مراسم الزفاف وهي تقول: ولو بقي حي ما رضى ألغي الحفل!
العروس أكملت الرقص وأكل طعام وتورطة الزفاف بجوار عريسها، فيما لسان حال الحضور يقول (يا مال الشرّقة!
وعلى دروب الخير نلتقي.
fahd.jleid@mbc.netfj.sa@hotmail.com