في الرسالة الملكية التي وجهها سيدي خادم الحرمين الشريفين - حفظه الله - إلى الشعب السعودي من خلال صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف وزير الداخلية والمتعلقة بموقف الشعب السعودي مما يجري على الساحة العربية وبالأخص في الشقيقة الغالية مصر، وتفهمه لموقف المملكة الداعم لحرية الشعب المصري واختياره لقيادته، كان هناك بين سطور الرسالة عديد الكلمات التي لم يقلها سموه حرفيا ولكن قالها بروح الشعب السعودي وبروح العروبة والإخوة الإسلامية، والأهم بالتوازي مع ما سبق بروح المصلحة الوطنية للدولة السعودية، هذه المصلحة التي دأبت قيادتنا الحكيمة على جعلها الهدف الأسمى الذي نذرت نفسها من اجله.
الرسالة واضحة جلية ولكن ما بين السطور هو ما يجب علينا ان ننتبه له ونتيقن منه جيدا، فموقف الرياض مما حدث من مصر والتداعيات التي حصلت بعد ذلك لعلها تعتبر من أهم المحاور الزمنية التي مرت بها الدولة السعودية من بعد أحداث حرب الخليج الثانية في التسعينيات، نعم فموقف الدولة السعودية كان الأكثر بروزا والأقوى إشارة إلى ان السعودية لا تتخلى عن أشقائها وأنها مستعدة لان تتحدى العالم كله من أجلهم، فعروبتنا وروحنا الإسلامية وراية التوحيد التي تجمعنا تجعل علينا لزاما ان نقف مع الحق ومع الأشقاء، ما لم يقله بن نايف كان العنوان الأبرز له أننا حين دعمنا مصر وشعب مصر فإننا دعمنا السعودية وشعب السعودية.
علينا أن نفهم انه لا توجد دولة في العالم تواجه من التحديات أخطرها كدولتنا، فنحن مهد دعوة محمد ومحطة انطلاق العرب بالحضارة الإسلامية، ودائما ما يفسر المفسرون ان الخطر دائماً يكمن في المصدر، على مدى عقود من الزمن والعالم الغربي وبعضا من قيادات دول عربية محيطة لنا والجميع يحاول تشويه صورة الموقف السعودي، فتهم أننا لا نهتم بغيرنا وتهم أننا نسير وفق منهاج أمريكي كانت من التهم التي تكال لنا شرقا وغربا، حتى الجارة التي تتربص بنا بين الفينة والأخرى الصفوية إيران تراهن كثيرا على اقتناع العرب بهذه التهم وإيمانهم بها، لأنها تعلم حقيقة أنها لن تسود ولن تسيطر طالما هناك موقف حر وقيادة حر وشعب حر في ارض المملكة العربية السعودية فإن كل أحلامهم ومخططاتهم فاشلة ولن ترى النور أبدا بإذن الله تعالى.
ما حصل في مصر مؤخرا وما لم يقله بن نايف أننا كنا وما زلنا وحتى يرث الله الأرض ومن عليها دولة صاحبة سيادة لا نخشى أحدا ولا نسير في ظل أحد، نحن من على أرضنا بيت الله وقبره نبيه الحبيب وسيرته تسير بيننا لا يجوز لنا ولن يكون ان نخضع لغير الله مولانا سبحانه وتعالى، فابشر يا بن نايف فلقد قلنا ما لم تقله بحكم السياسة والدبلوماسية، قلنا ما سطره أبو متعب بين سطور رسالته وأعلناه على الملأ جميعا، فنحن جنود أبو متعب - حفظه الله وحماه - لا ترهبنا الدنيا ومن عليها، فسيروا ونحن من ورائكم فكلنا ثقة بكم وثقتنا مصدرها إيماننا المطلق بان ارض الحرمين لن يختار الله لها ليحكمها إلا من رضي عنه واقدره على حمل الأمانة.