قلتها في استوديوهات التلفزيون السعودي، على الهواء مباشرة، و لم يعجبهم كلامي! وقلتها بعد ذلك لأكثر من مسؤول إعلامي، وكنت واثقاً أن هذا الكلام لم ولن يجد صدىً يُذكر:
- إذا أردتَ أن يكون إعلامُكَ ذا مصداقية، فأتِحْ المجالَ للكتّاب أن ينتقدوه و يعرّوه. ألست تتيح لهؤلاء الكتّاب أن ينتقدوا ويعروا المؤسسات الأخرى من خلالك، فلماذا إذاً تعطي لنفسك الحصانة، وهي ليست حقاً لك؟!
ثمة نقطة مهمة هنا، يجب الإشارة لها، وهي أن بعض رؤساء التحرير ومقدّمي البرامج يتطوَّعون من تلقاء أنفسهم لوضع الحصانة للمؤسسة الإعلامية الرسمية، خوفاً على مصالحهم الشخصية، وأن بعضهم الآخر «وَزيريّون» أكثر من الوزير، وفيهم ديكاتورية أكثر من أي ديكتاتور.
أذكر أن كتبت زاوية في احتفالية جريدة ما، طالبت فيها رئيس تحرير الجريدة أن يرتاح ويعطي الفرصة للجيل الثاني، فلم ينشر المقال، وربما أسوق هذه القصة لتأكيد النقطة المهمة التي أشرت لها.
إننا نرى اليوم مؤسسات إنتاج تتكرر وتتكرر على التلفزيون، والكثيرون يريدون أن يعرفوا من وراء تلك المؤسسات، ومتى يرحلوا ويتركوا المكان لجيل جديد، لا صلة له بهم؟! هذا السؤال لا يطرحه أحد، لأن هذا الأحد يخاف على مكتسباته الحالية أو المستقبلية. وأظن أن طرحه قد يفيد أول ما يفيد التلفزيون نفسه، لأن استمرار نفس المؤسسات في تقديم الأعمال بذات المستوى، سيجبر المشاهد على اختيار البديل.