على الرغم من أن الأنظار متجهة إلى سورية لمتابعة أخبار ضربة أوباما العسكرية التي من كثرة تأجيل موعدها أصبح المتابعون يشكون في تنفيذها أصلاً.
على الرغم من ذلك فإن الأحداث الجسام يتواصل ارتكابها في الجارة الشرقية لسورية، العراق، ففي خضم انشغال العالم بما يتم الإعداد له في سورية انتهزت حكومة نوري المالكي ذلك الانشغال وارتكبت جريمة غير أخلاقية باقتحام قوات عسكرية لمعسكر شرف الذي يضم عدداً من المعارضين الإيرانيين.
المعسكر الذي يقع في محافظة ديالى وبالتحديد في قضاء الخالص كان قد نقل عدد من سكانه الإيرانيين قسراً إلى معسكر آخر يحمل اسم ليبرتي، ومع أن الاسم يعني الحرية إلا أن اللاجئين الإيرانيين تعرضوا إلى الأسر في هذا المعسكر الذي يتعرض بين الحين والآخر إلى هجمات من القوات العراقية.
ما تبقى من سكان معسكر أشرف الذين رفضوا الذهاب إلى معسكر ليبرتي لم يتجاوزوا المئة شخص كانوا ينتظرون أن تقبلهم دولة ثالثة طبعاً ليس إيران ولا العراق، إلا أن انتظارهم طال أكثر مما تتحمله حكومة المالكي التي تواجه ضغوطاً وطلبات من طهران بضرورة إقفال معسكر أشرف، على رغم أن المعسكر يضم لاجئين سياسيين تعد الحكومة العراقية مسئولة عنهم دولياً وقانونياً، إلا أن ضغوط طهران والعناصر الموالية لها في حكومة المالكي دفعت قوات الجيش إلى مهاجمة المعسكر أكثر من مرة وآخرها ليلة السبت حينما اجتاحت قوات عسكرية المعسكر مما تسبب في مقتل 20 لاجئاً إيرانياً وجرح عدد آخر واختطاف آخرين، وهدف حكومة المالكي إغلاق معسكر أشرف ونقل ما تبقى من اللاجئين الإيرانيين إلى معسكر ليبرتي بالقوة بانتظار أن تقبلهم دولة ثالثة.
هذا الانتهاك السافر لحقوق اللاجئين السياسيين يرى فيه المتابعون أن ما يجري في العراق متوافق مع مسلك حكومة المالكي، التي تتعامل بقسوة مع الشعب العراقي الذي يتظاهر العديد منهم في المحافظات العراقية الغربية والشرقية، والتي امتدت إلى المحافظات الجنوبية التي تعدها حكومة المالكي الخزان البشري المؤيد لها، وقد واجهت أجهزة الأمن المتظاهرين بقسوة واستُعمل الرصاص الحي لتفريق المتظاهرين، مما أدى إلى سقوط العديد من الجرحى وخاصة في محافظة ذي قار والعاصمة بغداد.
حكومة تعامل شعبها بهذه القسوة فلا يُستغرب أن تعامل ضيوفها من اللاجئين السياسيين بالقسوة نفسها، وربما أشد.
jaser@al-jazirah.com.sa