Al-jazirah daily newspaper

ارسل ملاحظاتك حول موقعناMonday 02/09/2013 Issue 14949 14949 الأثنين 26 شوال 1434 العدد

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

وجهات نظر

يُعرفُ الرجالُ بالحق
سمير خلف عطية

رجوع

تعظيم سلام يا خادم الحرمين الشريفين وشكراً

انطلاقاً من المحنة التي تمر بها مصر وشعبها طوال مدة سنة هي حكم ما يسمون الإخوان المسلمين عمّ فيها الخراب والفوضى قسموا الشعب إلى قسمين، همّشوا الجميع إلا من الأهل والعشيرة والتابعين لهم حتى ضاق بحكمهم المصريون، وخرج الناس وامتلأت بهم الشوارع بالملايين وحزم الناس أمرهم على الخلاص منهم، واستقوت الجماعة على الشعب بالغرب ليحكموا بالقوة وعمت فوضاهم ونشروا القتل والتخريب وتدمير المنشآت العامة ونهب الممتلكات الخاصة. واحتاجت مصر وشعبها إلى كل يد شريفة تمتد إليها وإلى كل كلمة تنطق بالحق في هذا الموقف، وهي ترنوا إلى إخوان العروبة والإسلام، وكان الموقف العظيم من الشعب السعودي الذي سطره خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز موقفاً عظيماً بحق في دعمه للشعب العربي المصري ووقوفه إلى جانب مصر في هذه الظروف العصيبة، وكان تدخله هو الحماية والوقاية من جر مصر إلى منعطف خطير أمام المحافل الدولية لا يعلم عواقبه إلا الله، وكانت صراحة وصرامة خادم الحرمين الشريفين في الوقوف إلى جانب الحق حائط صد منيع زاد عن مصر قوى خارجية غربية دبرت بليل هدم هذا البلد، ومنع خادم الحرمين الشريفين مشروعاً أمريكياً فاشياً لهدم مصر وتفكيك جيشها، وقد كانوا يريدون ضرب الإسلام بيد المسلمين وأدرك خادم الحرمين ببصيرته كل هذه الأمور، وأن الغرب غير محايد وأنه يدعي باطلاً الدفاع عن الديمقراطية، وفي حقيقة الأمر كان دفاعهم عن العملاء الخونة الذين أرادوا تمكينهم ويتمكنون منهم بطبيعة الحال لنشر سياساتهم والعمل وفق ما يريد الغرب، يدعون أنهم يدافعون عن ديمقراطية زائفة، والغرب لا يهمه الإسلام ولا المسلمين هم ينظرون حيث تكون مصالحهم فقط.

فشكراً يا خادم الحرمين الشريفين، أعليت من الإسلام وحقيقته وجوهره. طهرت الإسلام بموقفك المشرف من دعاة الغلو فيه المظهرون خلافاً لما يبطنون. قلت يا خادم الحرمين كلمات من أجل الله لنصرة دين الله هي للحق وفي الحق، وهذا ليس بمستغرب على خادم الحرمين الشريفين والمملكة وشعبها؛ فالتاريخ يعيد نفسه بملاحم النبل والشرف منذ المؤسس المغفور له الملك عبدالعزيز -يرحمه الله- الذي أوصى أبناءه بمصر وأهلها خيراً، مروراً بسلسلة الذهب من الملوك الكرام جميعهم كانت لهم مواقف الشهامة والعزة مع مصر وأهلها إلى الفيصل العظيم -رحمة الله عليه وطيب ثراه- وكبرياؤه العروبية في نصر أكتوبر 1973م حرب التحرير حين أوقف ضخ البترول عن العالم الغربي انتصاراً للعرب، وقتها قال كلماته الخالدة: «ليس البترول العربي بأغلى من الدم العربي» وكل أجيال الشعب المصري تعرفه واسم الملك فيصل -رحمه الله- لا يخلو من مدن ومحافظات مصر، سواء اسم شارع أو مدرسة أو جامعة للعلم.

ودور خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله نابع من إنسانيته وعروبته وإسلامه السمح المستنير وإدراكاً منه لعواقب النازلات والمؤامرات التي تحاك بدول الوطن العربي وشعوبها، وكان تحركه سريعاً في الوقوف ضد هذه الهجمة، وما موقف سمو الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية وفارس الدبلوماسية العربية إلا ترجمة للموقف الصريح لخادم الحرمين الشريفين وسفر سموه للدول الغربية وتبليغ الرسالة واضحة دون غموض بقول سموه «ليس قليلاً أن ينزل ثلاثون مليون نسمة في الشوارع يطلبون من حكومتهم أن تجري انتخابات سريعة، وأن تحفظ الأمن الذي كان مهدداً منذ ذلك الحين منذ الحكومة السابقة، ليس قليلاً أن يكون مطلبهم هو حفظ الأمن وإجراء الانتخابات في وقت مبكر» وتصريحه أيضاً بدعم المملكة والدول العربية لمصر مادياً بدلاً عن معونة الغرب.

تلك هي مواقف الرجال التي يسجلها التاريخ في ذاكرته بأحرف من نور وتتعاقبها الأجيال بالسرد والفخر والاعتزاز بزعماء وحكماء العرب الذين نحبهم ونُجلهم.

حفظ الله خادم الحرمين وسدد خطاه ومتعه بالصحة والعافية وجعله في نصرة الحق دائماً وأبداً وسنداً للمظلومين، والشكر والعرفان من شعب مصر للملك الحكيم.

- مستشار قانوني

رجوع

حفظ

للاتصال بناالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة