قرأت رداً لمعالي وزير الصحة الدكتور عبد الله الربيعة، الذي أكنّ له كل الاحترام والتقدير وذلك رداً على إحدى المقالات. ورد معالي الوزير يحمل شفافية وقوة ليس في الدفاع أو رد التهم وإنما في التوضيح والتفسير وتبيان حقيقة الأمر، وأقولها: إن رد معالي الوزير كان على الأقل بالنسبة لي شخصياً مقنعاً ولكنه أيضاً لا يكفي.
لماذا لا يكفي؟ بكل بساطة لأن رد معالي الوزير أتى كردة فعل وليس كفعل اعتيادي ممنهج، والمعلومات التي قدَّمها معاليه كانت لتوضيح استفسارات وجهت عبر مقالة، والأصل أنه تقدم وبشكل اعتيادي مبرمج عبر موقع الوزارة الإلكتروني، وهذا ما يقودني إلى فكرة أراها وفقاً لما تحدثنا عنه أعلاه المقالة ورد الوزير سيكونان فكرة طيبة ومفيدة، الفكرة تتلخص بأن تقوم وزارة الصحة بعقد مؤتمر صحفي في مقرها الرئيسي في يوم من الأسبوع، تقوم فيه بطرح أرقامها وبياناتها ومشاريعها ورسائلها وفي نفس الوقت تقوم فيه بالرد على أية استفسارات أو ملاحظات أو انتقادات.
إن عقد مؤتمر صحفي للوزارة ولقاء معاليكم بكتّاب الرأي في يوم من الأسبوع سيكون له أثرٌ ايجابيٌّ وفعّال وسريع، وفي نفس الوقت سيؤدي إلى تخفيف الضغط والحمل الذي يشكّله الإعلام والإعلاميون على كاهل الوزارة وإدارتها، فأحياناً يكفي أن تطرح الاستفسارات والقضايا أثناء المؤتمر الصحفي على أن تكتب المقالات أو البرامج الإعلامية اللاحقة ليس في سرد الأحداث وإنما في تحليلها وبحثها ومحاولة الوصول إلى آلية تعاونية تخدم المواطن بشكل عام.
إن ردود الأفعال وإن كانت إيجابية كرد فعل معالي الوزير على مقالة الزميل، إلا أنها أيضًا لا تكون كافية لتوضيح الحقيقة كاملة، وأنها تقتصر فقط على ما جاء في الفعل أساساً، هناك تطوير كبير في مجالنا الصحي وبرامج حيوية ممنهجة متقدمة للمضي قدماً في مسيرة الرقي بهذا القطاع المهم جداً والذي يلامس حياة المواطنين على الدوام ومشاريع ضخمة يقودها معاليه لم تر لها الوزارة مثيلاً، لذلك يجب الإشارة إليها والتعريف بها، إن فكرة المؤتمر الصحفي ستجعل الجميع شركاء في الخندق نفسه وينتقل دور الإعلام من ناقد أو فاضح أو مشكك إلى دور مشارك محاور محلل مساهم في تقديم الحلول، وينتقل دور الوزارة من رد فعل إلى فعل تقدمه إلى الرأي العام صباح يوم محدد من الأسبوع.
alharbit@gmail.com