مكة المكرمة - سعود البركاتي:

كشف صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل بن عبدالعزيز أمير منطقة مكة المكرمة، عن تطبيق عقوبات هذا العام ولأول مرة تجاه الحجاج المخالفين من المقيمين والمواطنين في المملكة.

وأوضح أمير مكة في تصريح صحافي عقب تدشينه الحملة الإعلامية المعنية بـ لا حج بدون تصريح والتي تأتي تحت عنوان «الحج عبادة وسلوك حضاري» في مقر الإمارة في مكة أمس، أن العقوبات تشمل الإبعاد الفوري لمخالفي الحج من المقيمين، مع منعهم من الدخول لمدة عشر سنوات، فيما سيتم ضبط أصحاب المركبات الذين يعملون على نقل المخالفين لنظام الحج من المواطنين والمقيمين، وإحالتهم إلى التحقيق ووضع أقصى العقوبات تجاههم.

وبين أن قرار العقوبات يشمل أصحاب الحملات الوهمية حيث سيتم القبض عليهم وإحالتهم إلى هيئة التحقيق والادعاء العام، ومن ثم محاكمتهم شرعاً وفرض عقوبة سجن عام كامل على أقل تقدير مع عدم شمولهم بالعفو.

وقال الأمير خالد الفيصل أنه من يعتقد أنه سيتحايل على الأنظمة أو يحاول الدخول بطريقة غير نظامية فليفكر في ذلك كثيراً قبل إقدامه على المخالفة، مشدداً في الوقت نفسه بمحاسبة المخالفين وكذلك محاسبة من لم يطبق الأوامر على المخالفين.

مؤكداً أن الأوامر ستطبق بكل صرامة على الجميع وليس هناك أي استثناء لأي كائن من كان، قائلاً « لا يأتي أحدٌ يقول إنني صديق أمير أو وزير « فالنظام سيطبق على الجميع.

وبين أمير مكة أن هذه العقوبات سيتم تجريبها وفي حالة عدم كفايتها سيتم تطبيق عقوبات أخرى أكثر نفعاً.

ولفت الأمير خالد الفيصل إلى أنه قد يكون معظم السعوديين أدوا فريضة الحج أكثر من مرة، ولذا يجب أن تقدم الخدمة لضيوف الرحمن القادمين للحج لأول مرة وقد تكون الأخيرة للكثير منهم، دون مضايقتهم وأن نقدم لهم المكان في الحرم ونؤثرهم على أنفسنا. وقال أمير منطقة مكة المكرمة، «أود أن أقدم رسالة وطلب من كل زملائي وإخواني المواطنين في المملكة، أن يؤثروا على أنفسهم لإخوانهم المسلمين، فالله الله على ضيافة ضيوف الرحمن» مستطرداً حديثه « تذكروا جميعاً عندما يحل الضيوف في بيوتكم، ألا تقدموا لهم المكان الأفضل، والأكل الأفضل !، إنكم تفعلون هذا في بيوتكم، فما بالكم لو فعلتموه لضيوف الرحمن، ولقد شرفكم الله بوجودكم بجوار بيته العظيم.

وكان سمو أمير مكة استهل حديثه في بداية حفل تدشين الحملة، بالشكر لكل الحضور، قائلاً « أحييكم وأشكر لكم الحضور وكما تعودنا في كل عام أن نجتمع في هذه المناسبة المهمة، ونبدأها بحمد الله على نعمه ومن ثم رفع الشكر إلى من يستحق الشكر سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود، الذي أولى هذه المدينة وهذه المشاعر المقدسة كل رعايته واهتمامه، وسخر كل إمكانيات الدولة لتنفيذ المشاريع والقيام بكل ما من شأنه راحة ضيوف الرحمن، والشكر كذلك لسيدي ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز، الذي لا يفتأ بوالي متابعته الكريمة فيما من شأنه تسهيل عمل الجهات التي تعمل على خدمة ضيوف الرحمن». وأضاف «إنها فرصة عظيمة لهذه البلاد بأن تقدم خدماتها لضيوف الرحمن الذين قدموا لهذه الأرض المباركة ويجب علينا أن نعمل على تقديم كل السبل والإمكانيات لراحتهم».

وقال «كما تعلمون أيها الإخوة هناك مشروع كبير تم البدء في تنفيذه هذا العام لتوسعة المطاف، فيما لا يزال العمل قائما في التوسعة الكبرى للمسجد الحرام، وهذا يتطلب منا في المملكة أن نقدر الظروف ونراعي قدوم الحجاج من خارج المملكة. وتقدم سمو الأمير خالد الفيصل في حديثه للحضور، بالشكر والتقدير لجميع القائمين على المؤسسات سواء الحكومية أو الأهلية والتي تعمل على خدمة ضيوف الرحمن في هذه الأرض المقدسة، قائلاً «إننا نقدر كل هذه الجهود المبذولة، وأخص منهم الذين يقضون أوقاتهم في الشوارع خدمة للزوار والمعتمرين، فلهم من كل قلبي الشكر والتقدير والثناء «.

من جهته أوضح وزير الحج الدكتور بندر الحجار، أن وزارته تدرس حالياً إمكانية إنشاء بوابات إلكترونية على مداخل مكة المكرمة، للمساهمة في القضاء على المخالفين، حيث يتم دراسة المشروع حالياً من قبل أحد الإستشاريين المختصين في الجوانب التقنية. كما أشار الوزير إلى أن نقل مقار الجهات الحكومية في منى إلى الموقع الجديد المخصص لها، سيزيد الطاقة الاستيعابية لمشعر منى بزيادة 200 ألف شخص تقريباً، حيث ستتم عملية النقل العام المقبل بإذن الله. وحضر الحفل معالي وزير الحج الدكتور بندر الحجار، ووكيل إمارة منطقة مكة المكرمة الدكتور عبدالعزيز الخضيري، ومدير شرطة منطقة مكة المكرمة اللواء علي السعدي، بالإضافة إلى المسؤولين في الجهات الحكومية والعسكرية في منطقة مكة المكرمة ورؤساء مؤسسات الطوافة وعدد من الإعلاميين والمثقفين والأدباء.

يذكر أن الحملة تم إطلاقها لأول مرة عام 1429، وتهدف إلى الرقي بفريضة الحج من خلال تطبيق التعليمات والالتزام بالأنظمة المحددة لإنجاح الحج، وتشرف عليها إمارة منطقة مكة المكرمة بالتعاون مع وزارة الحج والأمن العام وعدد من الجهات الحكومية الأخرى، بالإضافة إلى شركات الاتصالات العاملة في المملكة والتي تعمل على رعاية الحملة منذ بدايتها.