خاطرة كتبتها في وفاة صديقي العزيز على قلبي، لقد كان موتك فاجعة أسأل الله الصبر على فراقك أيها الصديق الصدوق..
حينما تغيب النظرات.
ولا تبقى سوى الذكريات.
حدث مؤلم آهات وحسرات.
شهقات وزفرات ودموع مؤلمات هذا حال الفراق.
وما أقسى هذه اللحظات.
قال تعالى كُلُّ نَفْسٍ ذَآئِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَمَن زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَما الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلاَّ مَتَاعُ الْغُرُورِ .
حينما رن جرس هاتفي ليخبرني في يوم السبت الموافق 25-9-1434هـ أنه انتقل إلى رحمة الله الأخ العزيز خالد حمد الماجد بعد معاناة طويلة مع المرض، غفر الله له، لقد كان الأخ خالد نعم الرجل، طيب الأخلاق، لم يكن من أهل القيل والقال، كان بعيداً عن الغيبة والنميمة، حسن التعامل، محبوباً من الجميع، ذا أخلاق طيبة، غفر الله له وأسكنه فسيح جناته.
ولم أدر أن هذه الفاجعة تحمل الألم والمعاناة. فاجعة وفاة الصديق الذي أعرفه منذ سنوات. ومعرفتي به وكأنه أخ شقيق لي. كان مثالاً للأدب والخلق الرائع وطموح جداً. لقد هلت دموعي من هول المصيبة. ويا لها من مصيبة لم أستطع أن أصدق الخبر. فعندما تُفجع بوفاة قريب أو أخ أو صديق، فإن ذلك شيء غير مصدق في بداية الأمر، حتى ترى أقارب وأهل المتوفى وهول مصيبتهم أكبر، تتأكد بأن ذلك حقيقة، فينقلب الحال إلى نوبة بكاء وحزن شديد، حينها تأتيك الذكريات مع ذلك الشخص، من مواقف الحياة، وابتسامة، وطيب أخلاق، قرابة الخمس عشرة سنة كنا فيها معاً، نأكل ونشرب سوياً، وكانت أياما جميلة، ذهبت كلمح البصر وبعد رحيله رجعت تلك الأيام بألم وحسرة عليَّ بعد فراقه، وبقيت ذكرياته الجميلة التي لن أنساها ما دمت حيا، وكان نعم الصديق والرفيق الذي يشاركك أفراحك وأحزانك. وكلماته التي لا زالت عالقة بذهني.. رحمك الله يا خالد.
الحقيقة نحن لا نبكي لأنه رحل، بل نبكي لأنفسنا لأنه تركنا، لأننا لن نراه بعد هذا اليوم في الدنيا، لأنه كان جزءا من حياتنا وانبتر.
إننا نبكي من أجلنا نحن، لا من أجله، لأنه رحل ولن يشعر ببكائنا ولن يعد لنا.. نحن إذ نحزن لأن الراحل انطفأت شمعته في حياتنا.
لقد أثار فراق وفاة صديقي وأخي خالد الماجد غصة وانكسار قلبي.. وانطفأ نوره..
لقد رحل عن الدنيا وهو زاهدٌ فيها، ولم يكن زيادة عليها، وقد تركها أحسن مما وجدها.. صحيح أن هذا قدر الله على كل إنسان في هذه الدنيا الزائلة، وهو الرحيل الحتمي عنها في لحظة من اللحظات.
ذكريات لم نكن نتصور بيوم أن تكون ماضية دون حاضرة ولكنها صارت الآن ماضية حاضرة بذكرك الطيب وفعلك الحسن وأخلاقك النبيلة.
إن رحيله ترك جرحاً آلم جميع محبيه.
اللهم اغفر لأخي خالد واعف عنه واغسله بالماء والثلج والبرد ونقه من الذنوب والخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس.
إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ .
- محافظة حريملاء