لم يبق على البدء في تنفيذ العملية العسكرية ضد قوات بشار الأسد سوى توقيع الأمر العسكري من القائد الأعلى للقوات الأمريكية الرئيس باراك أوباما، فبعد أن غادر فريق التفتيش الأممي عن الأسلحة الكيماوية الأراضي السورية، وبعد نشر المخابرات الأمريكية ما حصلت عليه من معلومات تؤكد استعمال نظام بشار الأسد للأسلحة الكيماوية واستهداف المدنيين من الشعب السوري، حيث أوضحت المعلومات أن نظام بشار الأسد استخدم السلاح الكيماوي 64 مرة، نتج عنه مئات القتلى والتي كان أبشعها استهداف مدينتي الفوطتين الشرقية والغربية وبلغ ضحاياهما قرابة ألف وخمسمائة ضحية منهم 475 طفلاً.
قرار أوباما يتوقع صدوره في أي وقت، بعد أن خرج المفتشون الأمميون من الأراضي السورية وحتى اللبنانية عبر مطار بيروت واستكمال الاستعدادت العسكرية البحرية بعد وصول سادس بارجة بحرية أمريكية لتنضم إلى القوات البحرية الصاروخية الأمريكية قبالة السواحل السورية.
إذا ما وقع أوباما الأمر العسكري ببدء العملية العسكرية ضد قوات بشار الأسد تكون أمريكا أوباما قد تجاوزت التراخي في أداء واجبها الأخلاقي والأدبي بعد أن فرض الواجب الاستراتيجي والمصلحي لأمريكا التحرّك بعد تحدي النظام السوري وتجاوزاته لتحذيرات واشنطن، بعد اقتناع الخبراء في أمريكا من أن السكوت عن هذه التجاوزات ومواصلة التراخي سيؤديان إلى سقوط هيبة أمريكا ومصداقيتها، ليس لدى حلفائها في المنطقة بل حتى من أعدائها الذين سيتمادون أكثر في تحدي واشنطن.
والضربات العسكرية الصاروخية الأمريكية والتي قد يشارك في تنفيذها قوات فرنسية وتركية لن تتعدى استهداف مراكز إطلاق صواريخ الأسلحة الكيماوية ومواقع الدفاع الجوي ومصانع الأسلحة الكيماوية وأماكن تخزينها ومعسكرات الجيش التي تستهدف المدنيين والمطارات العسكرية وسيتم استخدام الصواريخ وبعدها الطيران البعيد المدى ثم الطيران المتوسط وقد تتطور العملية العسكرية إذ ما تهور النظام السوري واستهدف دولاً مجاورة عندها سيتم الدفع بالطيران الحربي بعد أن يتم تدمير مراكز الدفاع الجوي وقد تتدخل قوات الدول المجاورة التي تتعرض لهجوم من قوات بشار الأسد أو حلفائهم ومع هذا فإن هذه الضربات ومهما كانت محدودة ستكون مؤثرة لأنها ستطال معظم المواقع العسكرية للنظام.
ويعتقد كثير من المتابعين أن هدف هذه العمليات بالاضافة إلى إظهار حزم قوي لمواجهة جرائم بشار الأسد، تهدف أيضاً إلى تحريك الجهد السياسي وستجبر هذه الضربة النظام السوري وحلفاؤه على التعامل بصورة جديدة مع دعوات الحل السياسي والمشاركة في مفاوضات تفضي إلى حل الأزمة السورية سياسياً بعد التخلص من النظام السوري.
jaser@al-jazirah.com.sa