حقاً إن وطني عظيم.. وطنٌ تضم أرضه كل أطياف التميُّز.. مكة المكرمة قِبلة المسلمين، والمدينة المنورة مزار المحبين، براً وبحراً، سهلاً ووعراً، فضل المتفضل سبحانه وتعالى على هذا الوطن الكبير بقيادته وشعبه، وطنٌ أراهن وأنا موقن بكسب الرهان أن الكثير من مقومات تميزه لم تكتشف بعد، تميُّز في كل ركن وفي كل جزء من أجزاء هذا الوطن.
أعترف بأنني أحد المقصرين في معرفة وطني، ولكن يغفر لي هذا التقصير أنني لست من هواة استكشاف أوطان الآخرين، فأنا والفضل يعود لله سبحانه وتعالى أعتبر نفسي وطنياً مخلصاً محباً حتى الثمالة لهذا الوطن بقره وحره، ذرات غباره تساوي عندي نسمات الهواء العليل في غيره، لسعات شمسه أحب إليَّ من هتون مطر ما سواه.
في الأسبوعين الماضيين كنت والعائلة في رحلة وطنية خالصة، جلتُ في بعض مناطق وطني، كانت محافظة ينبع إحداها، ينبع بمسمياتها الثلاثة البحر والنخل والصناعية، هذه المحافظة التي لم تنل من اهتمام هيئة السياحة والآثار العناية الكافية، هذه المحافظة التي لولا وجود الهيئة الملكية للجبيل وينبع لكانت إحدى المحافظات المنطوية النائمة المنسية، ولكن الهيئة الملكية جعلت لها اسماً وحضوراً في الذاكرة الوطنية بل والعالمية، لنقف قليلاً عند إنجاز الهيئة الملكية الحضري، حيث هذه المدينة (ينبع الصناعية) ذات التخطيط المميز والتنظيم المبهر، كل مقومات السلامة تحتضنها هذه المدينة, مما يجعلني أتساءل لماذا لا تعمل أمانات مدننا كما عملت الهيئة في هذه المدينة؟.. أتذكر أنني من خلال هذا المنبر كتبت قبل سنوات مطالباً أمانة مدينة الرياض أن تعلّق الجرس وتبدأ في تخطيط أحياء الرياض بما يحقق أعلى درجات الأمن للأحياء، وكان أن ردت الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض رداً مطولاً شاكرة ومعتذرة لصعوبة تنفيذ الفكرة لأحياء قد اكتملت، وهذا غير صحيح البتة.
أعود لموضوعنا (ينبع) لقد اكتشفت شواطئ من أجمل إن لم تكن أجمل شواطئ المملكة بمساحاتها الكبيرة وطبيعة أرضها النظيفة، مما يُعد عنصراً مهماً في الجذب السياحي، ولكن ذلك لم يواكبه أي تطوير سياحي لا من حيث تهيئة الشواطئ ولا من حيث النزل.
أعرف أن صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان رئيس هيئة السياحة والآثار يُولي هذه الصناعة عناية كبيرة، ولكنني أعتقد أن رأس المال لن يأتي هنا ما لم يجد دعماً وتسهيلاً من جميع الجهات، وكذلك حملات دعائية مميزة، وأعرف أيضاً أن من أهم مقومات نجاح السياحة الداخلية أن تكون الأسعار في متناول الجميع.
رسالتي لسمو الأمير سلطان بن سلمان أن تنظر الهيئة لمحافظة ينبع نظرة مختلفة كلياً فهي تُعد وجهة جديدة لسياحة وطنية وخليجية مهمة, حيث قدرتها الاستيعابية الكبيرة، وموقعها الجغرافي المميز بين مكة والمدينة المنورة، فمن يحط في مطار ينبع مثلاً من السهولة بمكان أن يذهب لمكة ليؤدي العمرة وللمدينة المنورة للزيارة، وهذا يدعونا بأن تسعى هيئة السياحة للمطالبة بأن يكون لمطار ينبع القدرة على استقبال الرحلات الدولية.
ورسالتي أيضاً لسموه أن تسعى الهيئة لتكوين كيانات سياحية منتجة فاعلة، لا أن تركن إلى ما يمكن أن يقدمه رجال الأعمال الذين ما عودونا إلا على الجشع وقلة التنظيم في مشاريعهم السياحية.. والطائف وأبها والباحة خير مثال.
رسالتي لأمير السياحة:
مسؤوليتكم معقدة ولكنكم أنتم خير من يفك العقد.. فهل يا ترى أعود لينبع العام القادم وأجدها مختلفة؟.. بكل تأكيد سيقولها سلطان بن سلمان.
ينبع مختلفة على كل حال، وغداً - بإذن لله - أكثر اختلافاً والله المستعان.
almajd858@hotmail.comتويتر: @almajed118