قبل عشر سنوات، أجريت للرئيس الأمريكي بيل كلينتون، عملية جراحية للقلب. وكانت من نتائج العملية، أن أصدرت منظمة الصحة العالمية، تحذيراً من استخدام الاسبرين بشكل يومي، لمن لديهم عوامل قد تسبب مخاطر للقلب، مثل السمنة والتدخين والعمل لساعات طويلة والتوتر. وكان الاسبرين قبل هذا التحذير، هو الدواء اليومي لنصف سكان العالم تقريباً، إلا إنه وبعد تجربة النزف التي تعرض لها السيد بيل، قرعت المنظمة جرس هذا التحذير، الذي أربكت به كل من كان يستخدم هذا الدواء الاحترازي، وبعضهم كان يستخدمه لعشرات السنين:
- حسناً، وماذا سيحدث لي جراء استخدامي له كل هذه السنوات؟
- لا ندري!
الكثيرون، وفي ظل غياب مراكز أبحاث محلية، وفي ظل هذا السوق المفتوح للمواد الصحية والمسمومة، وفي ظل ما تطرحه وسائل الإعلام المتطورة يومياً، لا يستطيعون أن يعرفوا ما المضر وما المفيد. اليوم هذا الغذاء يفيد القلب، غداً يصير خطراً على القلب. اليوم هذا الدواء يحمي من السرطان، غداً يتسبب في السرطان. وليس ثمة من يؤكد الأولى أو ينفي الثانية.
ما العمل إذاً؟!
القاعدة التي يروج لها معظم أخصائيي التثقيف الصحي والغذائي، هي أن تتزود بالمعرفة الغذائية والدوائية اللازمة، وأن تكون وسطياً معتدلاً في استهلاكك. ومرة أخرى، لا تتتّبع أحداً، اتبع عقلك.