يبدو أن الخوف من (العين والحسد) أصاب الأغاني الشعبية العربية بموجة جديدة، حتى ظهرت أكثر من أغنية عربية يتراقص (فنانوها) بالخوف من العين والحسد، على غرار الأغنية الأشهر (سلامتها أم حسن)؟!.
ردد المصريون منذ (السبعينات) رائعة (أحمد عدوية) ونادوا بسلامة أم حسن في كل مناسبة للطرد من العين والحسد، وكذا سلامة حسن من الرمش اللي حسد، واتبعهم العرب بكل ثقافاتهم المتنوعة حتى باتت أغنية (أم حسن) لزمة عربية لكل زوجة مريضة تقال على لسان زوجها، من دون عشرات أغاني (الحسد الأخرى)، حتى جاءتنا أغنية (أعوذ بالله) والتي تؤكد حدوث الحسد عند العرب لتقول بعض كلماتها (من بعد سنين مرمطة شحططة، وعذاب عشرين سنة.. شاف المر ابن المحظوظة اتفحتت الحنفية عليه، والخير بيخر.. دا محدش سايب حد فحاله، وكله بيقر)؟!.
بعيداً عن السياسة ووجع الدماغ تعتبر شاشات وفضائيات العرب (ظاهرة فريدة)، تدعو للبهجة أحياناً وتغرق في الضحك من السذاجة أحياناً أخرى، فقد ظهرت آخر اكتشافاتنا العربية الفضائية بتخصيص قناة عربية (لتأويل الأحلام) طوال الـ24 ساعة، وكأن من ينام من العرب ليلاً يتم تفسير حلمه نهاراً, ومن ينام نهاراً يمكن تفسير حلمه ليلاً!.
البث التجريبي للقناة الفريدة أثبت أنه لا جديد على مدار الساعة في أحلام العرب سواءً (النائمون منهم، أو المستيقظون)، فكل المفسرين والمحللين توصلوا أن ما أصاب العرب وما يظهر من همومهم واتصالاتهم، يدور حول الخوف من العين والحسد اللي تصيب وتقتل !.
النكتة أن هناك (مصور تلفزيوني) من جنسية عربية، يعمل في تصوير فقرة تفسير الأحلام في إحدى المحطات الفضائية، أصبح يفسر الأحلام لأصدقائه ومعارفه عبر (جواله الخاص) بعدما تمرس على سماع إجابات (المفسرين) المتكررة !.
بيني وبينكم (الشغله تكسب ذهب)، لأن أحلام العرب بسيطة، وفك طلاسمهم ليس بالأمر العسير، و يمكن تفسيرها على طريقة (سلامتها أم حسن) !.
وعلى دروب الخير نلتقي.
fahd.jleid@mbc.netfj.sa@hotmail.com