تربة - واس:
تعيش أسواق التمور هذه الأيام موسماً جيداً في جميع مناطق ومحافظات المملكة، لاسيما تلك التي اشتهرت بإنتاج التمور، وهو موسم اعتاد منتجو التمور فيه على أن يكون الأنشط خلال العام، فحرارة الأجواء هو العامل الرئيس في نضوج التمر.
محافظة تربة من المواقع الزراعية التي يهتم مزارعوها بالنخيل وإنتاج التمور، وشهدت الأسابيع المنصرمة تسارعاً لجني التمور وتسويقها. وتحظى محافظة الطائف بالنصيب الأوفر من تمور تربة، عطفاً على قرب المسافة وتوفر البيئة التسويقية والشرائية في الطائف مما جعلها الخيار الأول للمزارعين، في حين تحتل منطقة الباحة ومحافظة جدة المرتبة الثانية ،إذ يعمل المزارعون قبل موسم الإنتاج على الإعداد والترتيب لتصدير منتجاتهم وما يترتب على ذلك من وسائل النقل والأيدي العاملة.
الصفري والمكتومي والسري والسكري والمقفزي أشهر أنواع التمور التي تنتجها مزارع محافظة تربة، وتحظى بسمعة جيدة في أسواق التمور، وتتراوح أسعار الصناديق الصغيرة ما بين 28 و30 ريالاً، وهو سعر يعد مرتفعاً بعض الشيء إذا ما قورن بأسعار نهاية الموسم الذي يشهد فيه السوق وفرةً في المنتج بحيث يصل سعر الصندوق إلى 15 ريالا.
وفي استطلاع لآراء منتجي ومزارعي التمور في محافظة تربة، وسلط الضوء على طبيعة عملهم ورأيهم في ذلك ، وكيف يستعدون لهذا الموسم وطريقتهم في التعامل معه، والتقى بمرتادي الأسواق من المشترين بكميات كبيرة لتخزينها، لتغطية احتياجاتهم طوال العام.
مشعل البقمي أحد تجار التمور بتربة يقول: كان إنتاج مزرعتي جيداً، فنضوج البلح مبكراً ساعدني في تسويقه بشكل كبير، وفي عددٍ من الأسواق ، مؤكداً أنه بصدد نقل جزء من منتجه للطائف، ومكة المكرمة.
من جانبه أوضح المزارع سلطان عبد الله أن المزارعين في محافظة تربة يعملون طوال العام، ويزرعون ويلقحون النخيل بدقة وهمة، ويتابعون بحرص نتائج هذا العمل، وما يتطلبه ذلك من سقاية وحماية لنخيلهم، لأن الجودة هي ما يتطلعون
إليه على حد قوله.
واجمع عدد من مزارعي التمور على أهمية تطوير إنتاج التمور وآلية تسويقه في المحافظة والاستفادة من جهود وزارة الزراعة في مجال الارشاد والنهوض بصناعة التعبئة والتجهيز والترويج للمنتج للرفع من العائد الاقتصادي على المزارع .
المواطن سعد محمد أوضح أنه اعتاد على ارتياد أسواق تربة للتمور في هذا الوقت من كل عام، وشرائه لكميات كبيرة ومن عدة أصناف ، بيد أنه في أحيان كثيرة يتجه إلى المزارع بدلاً من الأسواق ليشتري كامل محصولها، ويستعين في ذلك بعدد من العمالة ليقومو بجني المحصول، ومن ثم تسويقه في الطائف ومكة المكرمة وجدة والباحة، مؤكداً أن الفائدة الربحية التي يجنيها من هذا العمل جيدة.
بدوره، بين راجح بن عبد الله البقمي أحد سكان تربة أن تمور المحافظة تمتاز بالجودة، والوفرة في الانتاج هذا العام، وأن المتبضع أمام أصناف عدة ، مفيداً أنه دأب في فترة جنى المحصول على التجول في أسواق تربة وشراء كميات تكفيه وأسرته لفترة طويلة ، فيما اكتفى مبارك بن حنيبيل بشراء نوع « الصفري « وقال احرص على شراء الرطب أو التمر منه ، مشيراً إلى أن الأهالي يفضلون تناول التمر مع القهوة العربية أو السمن واللبن ، فضلاً عن استعماله في إعداد بعض اصناف الطعام.