** خدمات المطارات لدينا لا ترتقي أبداً لمستوى المملكة ومكانتها، وإن كان ذلك يخص معظم المطارات إلا أنها محزنة في مطاري الملك عبد العزيز بجدة، ومطار الملك خالد بالرياض، فالأول هو الوجهة التي تستقبل كل مسلم قادم من أصقاع الأرض قاصداً بيت الله الحرام، وهو أمر في غاية الأهمية لأن هذا المطار وموظفيه وسائق التاكسي هم الوجه الأول الذي يلتقيه الحاج أو المعتمر.

** فالمسافر القادم إلى المملكة عبر جدة، أول ما يقابله موظفون بعضهم في خصومة مع الابتسامة، ثم ما أن يخرج من بوابة صالة القدوم تتلقفه أيادي سائقي التاكسي فيدخل في دوامة، فلا تسعيرة واضحة ولا دليل خدمة، ولا مكتب يرشده، وحدث لأحد الأجانب أن أوصله تاكسي من المطار إلى فندق في جدة بسعر (400) ريال، وحينما وصل إلى الفندق اكتشف هذا المسافر الذي يزور المملكة لأول مرة أن قيمة المشوار لا تتجاوز 70 ريالاً، وأن صاحب التاكسي (جزه جزا) بالسعر بلا رأفة ولا رحمة، وحينما أراد تقديم شكوى لم يجد من يرشده للجهة المعنية، فلا أحد يعرف بالفعل من المسؤول عن ذلك وليس هناك أي معلومة تدل على السائق، وأخذ هذا المسافر صورة سيئة عن البلد وأصبح يحكي هذه القصة كلما قابل سعودياً.

** كنت ذات يوم متجهاً للمطار في دبي، وبعد وصولي إلى قاعة السفر اكتشفت أنني فقدت جواز سفري.. توجهت لشرطة المطار وأبلغتهم وذكرت أنني ركبت التاكسي من الفندق وأنا متأكد أن جوازي معي، فسألني عن لون التاكسي لأن ليس لديهم إلا ثلاث أو أربع شركات ولسيارات كل شركة لون محدد، قام العسكري بالاتصالات وخلال ساعة حضر سائق التاكسي إلى مكتب الشرطة بالمطار، وسلّمني جوازي لأنه وجده في المقعد الخلفي حيث وقع مني أثناء النزول.

** التنظيم ليس صعباً وحل المشكلات يعرفه كل مسئول، لكن غياب الإرادة ومصالح بعض المستفيدين هو الذي يطيل أمد هذه الفوضى المخجلة والتي للأسف تشوّه إحدى أهم بوابات بلدنا، الحلول كثيرة ومتنوعة أقلها أن يكون للمطارات شركة أو اثنتان أو أكثر، وتقدم الخدمة بشكل مشرف ومستوى يليق بالمملكة، وتكون معنية فقط بالمطارات ولا تعمل خارجها، فالواقع الحالي سيئ ويبدو أن كبار المسئولين لا يعلمون عنه لأنهم يحصلون على خدمات خاصة، ولا يعلمون عن الوجه الآخر المتمثل بـ «حراج التاكسي».