صنعاء - عبدالمنعم الجابري:
تعثرت أعمال مؤتمر الحوار الوطني في اليمن خلال الأسبوعين الماضيين بعد مقاطعة الحراك الجنوبي لجلساته، في الوقت الذي يحذر فيه المتابعون والسياسيون من فشل الحوار الذي وصل إلى مرحلته الأخيرة وانهيار التسوية السياسية القائمة على أساس المبادرة الخليجية، فيما أجلت رئاسة مؤتمر الحوار الجلسة العامة الختامية إلى العاشر من سبتمبر. وتوقفت جلسات الحوار اليمني في جميع الفرق التسع، بما فيها فريق عمل القضية الجنوبية باستثناء اللجان المصغرة، وأخفقت جميع الفرق في إقرار تقاريرها النهائية بعد إعلان ممثلي الحراك الجنوبي مقاطعة الحوار واشتراطهم التفاوض الندي بين الشمال والجنوب وفي دولة محايدة، فيما غادر القيادي الجنوبي الذي يرأس فريق الحراك محمد علي أحمد العاصمة صنعاء إلى لندن التي كان يقيم فيها منذ العام 1994م؛ الأمر الذي فاقم من حجم المشكلات السياسية، وتوقفت معها الاتصالات والمشاورات الهادفة لإقناع ممثلي الحراك بالعودة إلى طاولة الحوار. في تلك الأثناء وصل المبعوث الدولي إلى اليمن السيد جمال بنعمر في مهمة هدفها الرئيسي تحريك العملية السياسية وإنقاذ مؤتمر الحوار من الانهيار بعد فشل الاتصالات التي بذلتها القوى السياسية اليمنية وسفراء الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن وسفراء دول الخليج لإقناع مكون الحراك الجنوبي بالاستمرار في الحوار باعتباره السبيل الوحيد لحل مشكلات اليمن. المبعوث الدولي عقد لقاءات عدة بعد وصوله إلى صنعاء مع القوى السياسية، كما التقى الرئيس هادي، وأكد له أن المجتمع الدولي لا يزال يدعم خيارات الشعب اليمني في الخروج إلى آفاق الوئام والسلام والتطور والازدهار، مشيداً بما وصفه بالنجاحات التي رافقت مؤتمر الحوار الذي سيمثل فجراً جديداً وتاريخاً جديداً لليمن، يرتكز على مضامين الدولة المدنية الحديثة وتحقيق الحرية والعدالة والمساواة، بحسب المبعوث الدولي.
على صعيد آخر تعرض أربع رعايا أجانب وقاض يمني للاختطاف في ثلاث عمليات منفصلة. وذكرت مصادر محلية في جنوب اليمن أن جنوداً ينتمون إلى المحافظات الجنوبية اختطفوا مواطناً سويدياً وآخر باكستانياً يعملان لدى منظمة سويدية. وقالت المصادر إن الجنود اعترضوا سيارة تابعة للمنظمة السويدية لحماية الأطفال في مديرية القبيطة بمحافظة لحج، وكان على متنها سائق يمني وموظفان، أحدهما باكستاني والآخر سويدي، يعملون في المنظمة، واقتادوهم إلى جهة غير معلومة. مشيرة إلى أن الجنود لجؤوا إلى عملية الاختطاف للضغط على الحكومة لتلبية مطالبهم المتمثلة بصرف مرتباتهم من قبل وزارة الدفاع التي أوقفتها منذ أكثر من عامين. فيما تعرض طبيبان روسيان لعملية اختطاف من قبل مسلحين مجهولين في مديرية الصعيد بمحافظة شبوة شرق العاصمة اليمنية صنعاء. وقالت المصادر إن أجهزة الأمن بدأت يوم الخميس عملية بحث عن الطبيبين الروسيين. وفي حادثة ثالثة اختطف مسلحون مجهولون رئيس نيابة استئناف المكلا بمحافظة حضرموت القاضي سالم عبدون، واقتادوه إلى جهة مجهولة. وقال مصدر أمني إن المسلحين اعترضوا رئيس النيابة في منطقة شعب البادية وهو في طريقه إلى مقر عمله، واختطفوه بقوة السلاح. مشيراً إلى أن رئيس النيابة سبق أن تعرض لعدد من التهديدات من قبل أقارب متهمين في قضايا مختلفة.