استوقفتني تقارير صحفية في الآونة الأخيرة تناولت قضية مهمة وهي ارتفاع مدخلات إنتاج مواد غذائية ضرورية كالحليب طويل الأجل العادي وبنكهاته المختلفة، أهمية هذا النوع من الحليب تكمن في كونه أصبح من السلع الضروية في حياتنا اليومية لأنه يعد من المنتجات الرئيسة التي تباع في مقاصف المدارس بعد القرارات التي صدرت بمنع بيع مشروبات المياه الغازية، وهذا المنتج تحول إلى عنصر رئيس في الوجبة اليومية التي يتناولها طلاب المدارس في ظل وجود أكثر من 5 ملايين طالب وطالبة يدرسون في المدارس السعودية، فضلا عن الاستخدام الاسري اليوم العادي لهذا المنتج المهم.

إن زيادة أسعار مدخلات الانتاج ستدفع الشركات إلى السير في اتجاهين لا ثالث لهما وهما: إما زيادة الأسعار المنتج النهائي أو إيقاف خطوط إنتاج هذا النوع من المنتجات الحيوية للمجتمع السعودي، هذا الأمر يدفعنا كي ندعو لإيجاد نوع من التدخل الحكومي عبر تقديم دعم للحليب طويل الأجل بكافة أنواعه ونكهاته على غرار الدعم الحكومي لحليب الأطفال، فمن المهم المحافظة على استمرار توفير الحليب طويل الأجل وبنفس سعره أو بزيادة طفيفة حتى لا يكون البديل هو مشروبات المياه الغازية التي تسبب مشكلات صحية كثيرة للأطفال. والقضية مهمة وتحتاج إلى اهتمام من كافة المسؤولين لوضع حلول جذرية لها لتوفير هذا المنتج للمحافظة على صحة ابنائنا من البدائل التي تكلفنا الكثير بسبب الإصابة بالأمراض فضلا عن التكاليف المالية التي تنفق على العلاج منها.

وقد لفت نظري إحصاءات وأرقام نشرت في الصحف المحلية تتعلق بالارتفاعات التي شهدتها بعض مدخلات الإنتاج في الحليب طويل الأجل والتواصل الذي تم بين الشركات المنتجة للألبان والجهات الحكومية المعنية، وقد تم الكشف عن ارتفاع بودرة الحليب المجفف الذي يعد عنصرا رئيسا في الحليب طويل الأجل بنسبة 40%، والدهون المحمية 72% . وارتفعت أسعار الذرة بنسبة 50 % خلال الأشهر الماضية، وذكرت التقارير الصحفية حدوث انخفاض في إعانة المواد الأولية فمثلا إعانة الذرة كانت خلال عام 2008 نحو 1000 ريال للطن، بينما تراجع خلال 2011 إلى 225 ريالا، في حين تراجعت إعانة كسب الصويا من 1485 ريالا إلى 379 ريالا، وبذرة القطن من 1326 ريالا إلى 325 ريالا، وقشرة فول الصويا من 918 ريالا للطن إلى 201 ريال للطن الواحد. كل هذه الأمور تعد تكاليف إضافية على المنتجات التي مازالت أسعارها بنفس أسعار أكثر من 15 عاما مضت، هذا علاوة على ارتفاع تكلفة العمالة من رواتب ورسوم وغير ذلك.

إن كل ما ذكر سابقا يحتاج إلى تمحيص ووقفة من قبل الحكومة لدعم المنتج النهائي من الحليب طويل الأجل لكونه أصبح من السلع الرئيسة في المجتمع السعودي وبخاصة بين طلاب المدارس والشباب ولكونه منتجا صحيا يمنح الحيوية ويمد الجسم بالفيتامينات الغذائية التي يحتاجها.