تغيرت كثير من العادات التي بنيت عليها الثقافة السعودية على مر الزمان، ولعل بعضا منها أتى عليها التغيير رغما وليس خيارا، ومن أهم هذه العادات هي فعاليات الصيف والإجازة، ولعلي هنا سأختص أهل السعيدة الحبيبة الرياض في حديثي وسيسحب منه على باقي مناطق المملكة بحكم ظرف كل منطقة، الإجازة والصيف كانت عنوانا رئيسيا لأهل الرياض لفصل السفر والترحال، وكأن الرياض في لعبة كرة قدم تبرز البطاقة الحمراء للخروج منها، الرحيل هاجس كان يراود الجميع وفي الاتجاهات الأربعة، من أوروبا إلى آسيا وبالتأكيد دول عربية، لكن الربيع العربي أطلق أيضاً صفارته ببطاقة حمراء ممنوع الدخول.

ما حدث ليس قط رغما وقهرا لوقف موسم الهجرة المؤقتة، بل أيضاً كانت هناك عوامل أخرى أسهمت في إيقاف هذه الهجرة، والعامل الرئيسي والاهم هو الفعاليات والأنشطة التي أعدتها إمارة منطقة الرياض وأمانتها التي أعلنت بدورها بصافرة وإشهار بطاقة جديدة من نوعها ولونها مكتوب عليها:» تمهل ... أنت في الرياض... خلك في الرياض»، نعم الأنشطة والفعاليات التي أسهمت بدور كبير في تقديم متعة جديدة لمن لم يرغب في الهجرة المؤقتة وان كانت رغما عنه إلا أن النتائج أتت إيجابية وردود الأفعال قوية ان استمتعنا دون سفر وفي بيتنا وفي مدينتنا الحبيبة فما الحاجة للرحيل مجددا.

السياحة الداخلية حلم يراودنا منذ قديم، وأيضا بناء البرامج وإعداد الخطط لتقديم فعاليات جميلة ومتجددة وجاذبة حلما كنا نتمناه واليوم لمسناه واقعا، اليوم لم يعد حلما بل واقع نسعى إلى تطويره وتحسينه ودوام استمراره، إمارة الرياض بحلتها الجديدة قادرة على كسر الملل والتكرار وقادرة على الإبداع والتجديد وتقديم ليس فقط كل ما هو مفيد بل ممتع ومسل وبديل لمواسم الهجرة المؤقتة ومشكلات الفنادق والشقق المستأجرة وغلاء الأسعار وأخطار والترحال في دول العالم المختلفة.

إمارة منطقة الرياض وأمانتها اليوم وضعت القدم على المسار الصحيح، فما هو في الخارج تجده في الداخل، المتعة والانبساط بإيجابية وفعالية وراحة بال والاهم اقل تكلفة وأكثر توادا وتقاربا، نعم هي خطوة أولى لا بد ان تسبقها خطوات لاحقة، وعلينا ان نمد يد العون فكرا وإرشادا لإمارة الرياض وأمانتها لكي نشكل الفريق المتكامل القادر على جعل الصيف والإجازة دائماً أجمل في الرياض ومع أهل الرياض.

تحية إجلال وتقدير إلى صاحب السمو الملكي الأمير خالد بن بندر أمير منطقة الرياض ونائبه صاحب السمو الملكي الأمير تركي بن عبد الله ومنهما إلى أمين الرياض الأمين عليها معالي المهندس عبد الله المقبل وطواقم العمل فيها، وعدتم فصدقتم، ولا بد وان نطلب منكم المزيد وننتظر منكم كل جديد، فالرياض السعيدة بكم اليوم سعيدة، ومن جاور السعيدة لا بد ان يسعد، لسنا ضد السفر ورؤية العالم فنحن أكثر شعب رأى العالم كله، ولكننا ضد ان تكون وان تبقى هذه ثقافة خاصة بنا ان رأينا كلمة إجازة أو صيف حملنا جوازات سفرنا وطرنا مع الطيور المهاجرة. سيأتي يوم نرى فيه شعوب العالم تأتي إلى أعجوبة الزمان الرياض السعيدة، كنا نسير ببطء واليوم بإمارة الرياض وأمانتها وما شهدناه منهم نسير على المسار الصحيح أسرع من ذي قبل والاهم ان هناك من يحلم برياض جديدة رياض سعيدة، فشكرا لكم وننتظر منكم أكثر وأكثر وكلنا في خدمة الرياض وأهل الرياض.