درعم الآلاف من مستخدمي تويتر، والدرعمة من فصيح اللغة وتعني (التعجل في المشي) ومنها يقاس التسرع في الشيء دون تأكد، والمقصود هنا تعجل أهل تويتر في تناقل مقطع (خطبة هندي) في دبي مول، والتعليقات الساخرة على (الصفعة) التي تلقاها العاشق الولهان، ممن تقدم لخطبتها!.
بكل تأكيد لا يمكن وصف تلك التعليقات الساخرة التي تباهى بها المغردون من شجعان العرب بوصفهم أن (الهندي) لم يكن (رومانسيا) كما يجب، بعدما (لّخت) المخطوبة الخطيب بآلة موسيقية، و(طّست) بعيداً عنه، و(الّخ) في الفصحى يعني اللطم والضرب بالشيء، و(طّس) عند العرب تعني ذهاب الشخص لجهة غير معلومة!.
ولكن المفاجأة أن (وكالات الأنباء) أظهرت أمس أن ما تم تناقله في تويتر غير صحيح، وأن ما حدث في المقطع لم يكن سوى (إعلان هندي) تم تصويره في أحد المولات في الهند وليس في دبي مول، والمضحك أن الوكالات نفسها بثت الخبر سابقاً على أنه (خطبة) نقلاً عن (أحد المغردين)؟!.
هذا الأمر يؤكد لنا عدم مصداقية كل ما يبث عبر الشبكة العنكبوتية، والحذر من ترديده وإعادة بثه دون التأكد من صحته، وهو الأمر الحاصل اليوم للأسف في معظم تفاعلنا عبر (وسائط التواصل الاجتماعي)، خصوصاً مع تسارع الأحداث العالمية من حولنا، وهو ما يتطلب التريث والتأكد وعدم (الدرعمة)، فالإنسان بطبعه يحب ترديد ما يسمعه، حتى تلك الكلمات التي سمعها من المحيطين (بأمه) قبل الولادة؟!.
وهو ما أكتشفه الباحثون مؤخراً، بأن (الجنين) يردد بعد الولادة بعض الكلمات التي سمعها في (بطن أمه) منتصف الحمل، ليتأكد من صحتها!!.
العهدة هنا على رواة هذه الدراسة من جامعة (هلسنكي الفنلندية)، وكان الله في عون الجنين الذي أُبتلي (بوالدة) تحب سماع الأخبار التي تجلب المرارة؟!.
أرجو أن تكون معلومة (جامعة هلسنكي) صحيحة هي الأخرى، بعيداً عن (الهلس في الكلام) والهذيان الذي تمارسه بعض (الفضائيات العربية) هذه الأيام!.
وعلى دروب الخير نلتقي.
fahd.jleid@mbc.netfj.sa@hotmail.com