فاصلة:
((كل غلطة لا يعاقب عليها القانون تولد ذرية من الأغلاط))
-حكمة عالمية-
وأخيراً صدر نظام الحماية من الإيذاء الذي يجرم العنف بكافة أشكاله على الأطفال، ولكن بقي أن يعي المجتمع ثقافة الحقوق والواجبات في الأسرة بقي أن يعرف الآباء والأمهات أن أطفالهم ليسوا ملكاً لهم وأن لهؤلاء الأبرياء حقوقاً أوجبها الدين.
النصوص الدينية كبعض الأحاديث النبوية التي تنشر دون التأكد من صحتها، أو نصوص القرآن الكريم التي يتم تفسيرها وتأويلها وفق القيم المجتمعية أو الأعراف لها دور في تشكيل مفاهيم خاطئة تجاه الأساليب غير التربوية التي يتعامل بها الأباء والأمهات في اعتقاد منهم أنها تأديبية لصالح مستقبلهم بينما هي تدخل في دائرة العنف والإيذاء.
من المهم تغيير القناعات الخاطئة التي يؤمن بها الآباء والأمهات في التعامل مع أبنائهم لأن الجاهل يضر نفسه ومن حوله والقناعات لا تتغير بسهولة بل تحتاج إلى وعي وإرادة الإنسان نفسه، كنت أتمنى أن يسبق صدور النظام حملة توعوية بالمفاهيم الدينية والثقافية الصحيحة والمستقاة من ثقافة دينية صحيحة مثل حملة «ادعموا أطفال النزاع الأسري» التي نفذتها العام الماضي الزميلة «موضي الزهراني» المتخصصة والمهنية في التعامل مع حالات العنف الأسري، كنت أتمنى أن تنشط أكثر المؤسسات المعنية في المجتمع بدعم هذا النظام الذي طال انتظاره أعتقد أن المستشفيات ومراكز الحماية الاجتماعية لديها الخبرة العميقة المتولدة عن الممارسة الفعلية مع مثل حالات العنف وتستطيع أن تقدم للمجتمع ما لا تستطيع تقديمه النظريات العلمية.
أرجو أن يحد هذا النظام من العنف تجاه الأطفال لأنهم أمل المجتمع في الغد.
nahedsb@hotmail.com