تقول القاصة فردوس أبو القاسم في مجموعتها «لا أحد يشبهني»: حلم كثيراً بأن يكون ذلك البطل والنجم في سماء الفن، دائماً يرى نفسه على قمة المسرح ممثلاً، يلقي دوره ببراعة واقتدار.. في مراحله الدراسية الأولى أجاد دور الطالب المجتهد، ونجح رغم تلاعبه في أداء واجباته.
في الجامعة ما زال دور البطولة يراوده فكان..
يوماً ما أُسند له دور البطولة، حماسياً سقط من على خشبة المسرح، وهوى على حافة الكرسي؛ لتسيل دماؤه، وليقف هذا السقوط المدوي بين أحلامه والبطولة.
سقط، ولكن يديه ما زالتا تومئان وتشيران تفاعلاً مع الدور، رفعهما وفتح عينيه، وجد أنه يرفعهما ليتغذى وريدياً على سرير المشفى.. لا على المسرح.
لكنه ما زال يعيش الدور البطولي..
فهو يرفع يديه أيضاً، ولكن لتلقي الدواء لا النص.