الذي أعرفه من قلمي الصبر، أرسم من خلاله قلاع ومتاريس أواجه بها أعدائي أو من لا يحلو لهم بقائي!
نظرة الفرح التي يحاول من أمامي أن يخفيها عندما أمر بضائقة أو مصيبة. لا تخفى علي، أتساءل :هل تضايقهم سعادتي وهنائي؟
أجدني مرغمة أن أشكو لهم بدلاً من البوح لوسادتي وجدران غرفتي!..
إنني ومن خلال البوح المصحوب بزفرة وحسرة كمن يوصلهم للنشوة، لذا فأنا أعطيهم ما يتمنون وزيادة.
إن وجوههم المكسوة بأقنعة يتم استبدالها حسب الظروف الطارئة، فكلما ضعفت تمسحوا بي، وحين أنهض من كبوتي يتفلتون من أمامي ويتلاشون كسراب بقيعة!.. لم أعد أعلم ما يريد هؤلاء؟
أهو فشلي أم استسلامي لصروف الزمان؟! أم انكساري؟ لأبقى معهم ولهم ظلاً يداري فشلهم ونظرتهم القاصرة للحياة.
إنهم كالجراثيم والفيروسات التي لا ترى بالعين المجردة، متى ما استحكمت جسماً خالياً من الأمراض شديد المناعة انتقلت إليه لتنفث إليه من سمها وسماتها.