|
في كتابه «سعوديون في أمريكا»، يؤكد الكاتب تركي الدخيل أنّ للطعام في أمريكا بالنسبة للسعوديين قصة جديرة بالرواية ..
يقول: الحقيقة أنّ لإتقان الطبيخ في الغربة قيمة عالية حتى في المدن الكبيرة التي قد يوجد فيها مطاعم عربية. ولأن أبا صالح كريم ومعطاء أصبح أشهر من يطبخ الكبسة.
واجه أبو صالح بطيبته وكرمه ومحبّته للناس الكثير من الثقلاء، فقد جاءه أحدهم ذات يوم وجلس إليه ساعات، رغم أنه لا يعرف منه إلاّ شكله واسمه الأول، ولم يخل من أن يفصح بأنّ شيئاً لم يأت به سوى أنه مشتاق لارتشاف القهوة العربية التي يجب على أبي صالح أن يقوم بإعدادها الآن ليطفئ شهوة هذا الثقيل!
ويبدو أنّ قدر الطيب في هذه الحياة أن يكون صيداً سهلاً لأُناس لا تنقصهم الوقاحة وسعة الوجه، مثلما نطلق في السعودية على عديم الذّوق!
فعلى الرغم من تفضُّل أبي صالح على الشباب بطبخه لهم في المناسبات، إلاّ أنّ بعضهم يجعل طبخه هدفاً لتعليقاته التي لا تصدر بطبيعة الحال إلاّ بعد ملء البطون، ولعلّ أشهرها قول أحد الخبثاء ببجاحة: إن ّكبسة محمد ذات طعم واحد ولون واحد لا يتغيّر ولا يتبدّل ولا يتطوّر .. وكأنّ صاحبنا يريد من أبي صالح تهيئة بوفيه مفتوح يحتوي على عشرات الأصناف من الأطعمة والمأكولات والمشهيّات والمقبلات.