لقد كثر الكلام هذه الأيام وفي مثلها من كل سنة عن النجم الشهير (سهيل)، وفي زمن دخوله فأحببت أن أدلي بدلوي فأقول: إن من الناس من أدخل سهيلاً في السابع عشر من شهر آب، ومنهم من أدخله في الرابع والعشرين، ومنهم في غير ذلك. وأحب هنا أن أذكر ما قاله ابن قتيبة في كتابه (الأنواء)؛ فقد ذكر أن سهيلاً يطلع في العراق في السادس والعشرين من آب ويطلع في الحجاز في الرابع عشر من آب وهذا يدل على أنه يختلف باختلاف البلدان، فالفارق بين طلوعه في العراق وبين طلوعه في الحجاز 12 يوماً، وأقول إن منطقة نجد تقع بين العراق والحجاز والمسافة بين نجد والعراق ثلث المسافة بين العراق والحجاز تقريباً فيكون الفارق بين نجد والعراق 4 أيام ويكون طلوع سهيل في نجد في الثاني والعشرين من آب تقريباً، وكل هذا أخذاً من كلام ابن قتيبة وأضيف بعض الأمور:

1- طلوع سهيل هو في الغداة؛ أي أول اليوم ثم يتأخر طلوعه كل يوم حتى يكون طلوعه مع غروب الشمس، وهذه المدة أي بين طلوعه قبل طلوع الشمس وبين طلوعه مغرب الشمس حوالي خمسة أشهر، ثم يتأخر بعد غروب الشمس ويستمر في ذلك خمسة أشهر حتى يستتر؛ أي يختفي حوالي خمسين يوماً ثم يطلع في الغداة كما قد سبق.

2- سهيل نجم مشع يماني؛ أي في جهة الجنوب يطلع ويغرب في الجنوب، وهو في الأفق أي أنه لا يرتفع ويطلع قبله نجم يُسمى (محلفاً) يظن بعض الناس أنه سهيل فيحلفون أنه هو وليس هو.